وقال المسعودى: لما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه البلاد علي المسلمين من العراق والشام ومصر وغير ذلك، كتب إلي حكيم من حكماء العصر: أنا الناس عرب قد فتح الله علينا البلاد، ونريد أن تنبوا الأرض ونسكن البلاد والأمصار، فصف لي المدن وأهويتها ومساكنها، وما تؤثره الترب والأهوية في سكانها.
وقال عمر بن شبه (1) ذكر ابن عبيدة في كتاب أخبار البصرة عن كعب الأحبار، خير نساء على وجه الأرض [ق 25 أ] نساء أهل البصرة، إلا ما ذكره النبي صلي الله عليه وسلم من نساء قريش، وشر نساء على وجه الأرض نساء أهل مصر.
وقال كعب الأحبار أيضا: مصر أرض نجسة كالمرأة العاذل أي الحايض، يطهرها النيل كل عام.
وقال معاوية بن أبي سفيان: وجدت أهل مصر ثلاثة أصناف: فثلث ناس، وثلث يشبه الناس وثلث لا ناس.
وأقول وقد أفرط في حق مصر وأهلها مما لا يليق، ولكن جميع ما خلقه الله تعالي من البلدان وغيرها لا بد أن يكون فيه من المدح والذم والمحاسن والمساويء، كما قال بعضهم:
ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها
كفي المرء فخرا أن تعد معايبه
ومن هنا نذكر طرفا يسيرا من مدح الشعراء فيها ما هو أرق من هواها وأعذب من حلاوة نيلها بحسب ما تيسر لي من ذلك فأحسن ما قال الشيخ زين ابن الوردى (2) في مصر ونيلها شعر:
وكان بمصر السحر قدما فأصبحت
وأسحارها أشعارها تترقرق
ويعجبني منها تملق أهلها
وقد زاد حتى ماؤها يتملق
पृष्ठ 37