============================================================
الا- جوانب من شخصية الملك الناصر كما ظهرت في كتاب "النزهة": إذا كان الظاهر بييرس المثل الأعلى للقائد العسكري في دولة المماليك البحرية، فإن الناصر محمد كان بمثابة النموذج الأمثل لرجل الدولة، وقد اكثر المؤرخون في الاشادة بالناصر وابراز معالم شخصيته، ومن جملتهم المؤرخ اليوسفي الذي كشف لنا عن بعض الخصال والصفات التي تجمعت في شخص السلطان، آثبت بعضها في سياق عرضه للحوادث، ونقل بعضها الآخر على لسان الشخصيات التي ذكرها في تاريخه، ومن هذه الصفات: شغف السلطان بالمرأة حيث اشار المؤرخ إلى ذلك، في إطار إخباره عن ظروف وفاة الأمير سيف الدين بكتمر الساقي، بقوله(1): "وكان له (السلطان) شغف كبير في آنه إذا رأى امرأة سمراء ولها عيون سود وفيها طول شف بها، ومالت نفسه لهاه.
حذره وعدم ثقته بالآخرين، وقد تناول اليوسفي علاقة الناصر بكبار الأمراء بشيء من التفصيل، فأوضح أنه كان يقبض على من يشتبه في اخلاصه لعرشه كما كان يكره أن يكون عنده كبير أو عظيم دون آن يكون له ارب أو ميل، فإذا كثرت سعادة الأمير عنده مع فروغه غرضه لجا إلى مصادرة أمواله واعتقاله وربما قتله(2)، وهذا ما حصل مع العذيد من خاصة أمرائه، كالأمير سيف الدين بكتمر الساقي، والأمير سيف الدين تنكز الناصري، والأمير سيف الدين أيتمش المحمدي، مما جعل هؤلاء الأمراء في حالة من الارتياب والقلق تجاه ما يمكن أن يبيته لهم السلطان من مكائد؛ فالأمير (1) المخطوط: 21و.
(1) المصدر نفسه: 22و.
पृष्ठ 99