============================================================
وتدليلا على إخلاصه لأيتمش، فاته لم يتردد في اسداء النصح له عندما لجا إليه هذا الأخير طالبا مشورته في أمر وقع له مع السلطان، ومفاده أن الأمير أيتمش كان قد أصايه فالج في آخر ايامه، فأنف أن يستمر في خدمة السلطان، وأسر للمؤرخ برغيته قي الاستعفاء من الخدمة والخروج إلى القدس للإقامة فيها فلم يشجعه على ذلك، وثناه عنه، كي لا يتحمل وزر قطع الأرزاق عن ألف نفر من ماليكه . ويبدو أن الأمير ايتمش قد اقتنع بنصيحة صديقه، ولم يمض وقت طويل حتى عينه السلطان في نيابة صفد عوضا عن أخيه الأمير سيف الدين أرقطاي وقد أثبت اليوسفي ذلك بقوله(1): 5... واستشارني فيما بيني وبينه، وقال: يا فلان، هذا أستاذنا أعرف خلقه، إذا مرض عنده ملوك يشتهي موته، وإذا حصل له حياة يبفى يسظره تظرة المكره، وفي تفسي آني أستعفي من الخدمة لما ظه علي من المرض، وارمي خبزي وإمرتي، وأكون مقيما بالقدس..، فقلت له : يا خوند، أنت اليوم أمير ماية فارس، والماية الذين عندك عند كل منهم عشر نفر يأكلون الخبز، وربما إذا فعلت هذا من نفسك تكون قد قطعت رزقهم، وتكون السبب فيه، وربما يحصل منهم كسر خاطر، وإذا فعل السلطان شيء تكون انت بريء من أمرهم، فرجع إلي وسكت": وتاكيدا على تقدير الأمير أيتمش لليوسفي، فقد اوصى له قبل وفاته بانعام قيمته ألفا درهم، " ووجد قد كتب قبل وفاته إنعام على جماعة كانت عادته ينعم عليهم، ومن جملتهم مرسوم باسمي بألفي درهم 212) ومن أصدقائه أيضا الأمير علم الدين سنجر الخازن والي القاهرة (ت 735)، الذي يذكر المؤرخ في ترجمته أنه كان على علاقة جيدة معه، مقربا لديه، يزوره ويجتمع به في آي وقت يشاء، ويتحدث إليه في جميع (1) المخطوط: 105ظ (1) المصدر نفسه: 132و.
पृष्ठ 46