رجع الحديث .. .. ] ويقال [لجذيمة] منا دم الفرقدين لأنه كان لا ينادم أحدا ذهابا بنفسه وإعجابا، وينادم الفرقدين، ونادم بعد [ذلك] ملكا وعقيلا [رجلين من بني القين، وكان ابن أخت جذيمة عمرو بن عدي قد غاب، وهو الذي يذكر أن الجن اختطفته فغاب دهرا فوجده ملك وعقيل، وكان من حديثهما قبل أن يعرفاه أنه كانت لهما جارية يقال لها أم عمرو، فجلس إليها فناولاه شيئا من الطعام فطلب أكثر منه فقالت جاريتهما أم عمرو: أعطي العبد كراعا فطلب ذراعا، فسار مثلا، ثم صاروا إلى الشرب فجعلت أم عمرو تسقي صاحبيها وتدع عمروا، فعند ذلك يقول عمرو بن عدي ابن أخت جذيمة:
تصد الكأس عنا أم عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمين
فذهب كلامه وكلامهما مثلا. وكان هذا كله قبل أن يعرف، فلما انتسب عرفاه، فقدما به على خاله جذيمة فعظم موقعه منه، وقال: سلاما شئتما فسألاه أن يكونا نديميه ما عاش وعاشا، فأجابهما إلى ذلك]، فيقال: إنهما نادماه أربعين سنة وحاداثاه فما أعادا عليه حديثا.
[وفي ذلك قال أبو خراش الهدلي، أنشده له الأخفش، قال محمد بن يزيد: وهو من حكماء العرب:
पृष्ठ 152