ومستكبر لم يعرف الله ساعة ... رأى الدجر واحذره إذا كان مزبدًا
فإني رأيت البحر يعثر بالفتى ... وهذا الذي يأتي الفتى متعمدا
تظل ملوك الأرض خاشعةً له ... تفارقه هلكي وتلقاه سجدا
وتحيي له المال الصوارم والقنا ... ويقتل ما تحي التبسم والجدا
ذكي تظنه طليعة عينه ... يرى قلبه في يومه ما ترى غدا
وصول إلى المستصعبات بخيله ... ولو كان قرن الشمس ماءً لأوردا
لذلك سمى ابن الدمستق يومه ... مماتًا وسماه الدمستق مولدا
سريت إلى جيحان من أرض آمد ... ثلاثًا لقد أدناك ركض وأبعدا
فولى وأعطاك ابنه وجيوشه ... جميعًا ولم يعط الجميع ليحمدا
عرضت له دون الحياة وطرفه ... وأبصر سيف الله منك مجردا
وما طلبت زرق ال؟ أسنة غيره ... ولكن قسطنطين كان له الفدا
فأصح يجتاب المسوح مخافة ... وقد كان يجتاب الدلاص المسردا
ويمشي به العكاز في الدير تائبًا ... وما كان يرضى مشي أشقر أجردا
وما تاب حتى غادر الكر وجهه ... جريحًا وخلى جفنه النقع أرمدا
فإن كان ينجني من علي ترهب ... ترهبت الأملاك مثنى وموحدا
وكل امرئ في الشرق والغرب بعده ... يعد له ثوبًا من الشعر اسودا
هنيئًا لك العيد الذي أنت عيده ... وعيد لمن سمى وضحى وعيدا
ولا زالت الأعياد لبسك بعده ... تسلم مخروقًا وتعطى وعيدا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى ... كما كنت فيهم أوحدًا كان أوحدا
هو الجد حتى تفضل العين أختها ... وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
فواعجبًا من دائل أنت سيفه ... أما يتوقى شفرتي ما تقلدا
ومن ومن يجعل الضرغام للصيد بازه ... تصيده الضرغام فيما تصيدا
رأيتك محض الحلم في محض قدرة ... ولو شئت كان الحلم منك المهندا
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ... ومن لك بالحر الذي يحفظ اليد
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
ولكن تفوق الناس رأيًا وحكمة ... كما فقتهم حالًا ونفسًا ومحتدى
يدق على الأفكار ما أنت فتعل ... فيترك ما يخفى ويؤخذ ما بدا
أزل حسد الحساد عني بكبتهم ... فأنت الذي صيرتهم لي حسدا
إذا شد زندي حسن رأيك في يدي ... ضربت بنصل يقطع الهام مغمدا
وما أنا إلا سمهري حملته ... فزين معروضًا وراع مسددا
وما الدهر إلا من رواة قصائدي ... إذا قلت شعرًا أصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرًا ... وغنى به من لا يغني مغردا
أجزني إذا أنشدت شعرًا فإنما ... بشعري أتاك المادحون مرددا
ودع كل صوت غير صوتي فإنني ... أنا الصائح المحكي والآخر الصدى
تركت السرى خلفي لمن قل ماله
وأنعلت نفسي في ذراك محبة ... ومن وجد الإحسان قيدًا تقيدا
إذا سأل الإنسان أيامه الغنى ... وكنت على بعد جعلنك موعدا
وقال يمدح كافورًا ولم يلقه بعدها:
أود من الأيام ما لا توده ... وأشكو إليها بيننا وهي جنده
يباعدن حبًا يجتمعن ووصله ... فكيف بحب يجتمعن وضده
ابى خلق الدنيا حبيبًا تديمه ... فما طلبي منها حبيبًا ترده
وأسرع مفعول فعلت تغيرًا ... تكلف شيء في طباعك ضده
رعى الله عيسًا فارقتنا وفوقها ... مهًا كلها يولى بجفنيه خده
بواد به ما بالقلوب كأنه ... وقد رحلوا جيد تناثر عقده
إذا سارت الاحداج فوق نباته ... تفوح مسك الغانيات ورنده
وحال كإحداهن رمت بلوغها ... ومن دونها غول الطريق وبعده
وأتعب خلق الله من زاد همه ... وقصر عما تشتهي النفس وجده
فلا ينحلل بالمجد مالك كله ... فينحل مجد كان بالمال عقده
ودبره تدبير الذي المجد كفه ... إذا حارب الأعداء والمال زنده
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
وفي الناس من يرضى بميسور عيشه ... ومركوبه رجلاه والثوب جلده
1 / 38