नुज़हत अब्सार
نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار
प्रकाशक
دار العباد
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
وقال يمدح الأمير المكرم مجد الدين بن أسماعيل اللمطي ويهنئه بشهر الصوم سنة ٦٠٩:
جعل الرقاد لكي يواصل موعدا ... من أين لي في حبه أن أرقدا؟
وهو الحبيب فكيف أصبح قاتلي ... والله لو كان العدو لما عدا
كم راح نحوى لائم وغدا وما ... راح الملام بمسمعي ةلا غدا
في كل معتدل القوام مهفهف ... حلو التثني والثنايا أغيدا
يحكي الغزالة بهجة وتباعدًا ... ويقول قوم مقلة ومقلدا
وكذاك قالوا الغصن يشبه قده ... يا قده كل الغصون لك الفدا
يا راميًا قلبي بأسهم لحظه ... أحسبت قلبي مثل قلبك جلمدا؟
تالله لولا جور أحكام الهوى ... ما بات طرفي في هواك مسهدا
وإليك عاذل عن ملامة مغرم ... ما أتهم العذال إلا أنجدا
أو ما ترى ثغر الأزهر باسمًا ... فرحًا وعريان الغصون قد ارتدى؟
وقف السحاب على الربى متحيرًا ... ومشى النسيم على الرياض مقيدًا
ويشوقني وجه النهار ملثمًا ... ويرقني الخد الأصيل موردا
وكأن أنفاس النسيم إذا سرت ... شكرت لمجد الدين مولانا يدا
مولى له في الناس ذكر مرسل ... قد أورته السحب عنه مسندا
ألف الندى والسيف راحة كفه ... فيما هنالك معربًا ومبندا
وإذا استقل على الجواد كأنه ... ظام وقد ظن المجرة موردا
جعل العنان له هنالك سبحة ... وغدا له سرج المطيم مسجدا
مولى بدا من غير مسألة بما ... حاز الندى كرمًا وعاد كما بدا
وأنال جودًا لا السحاب ينيله ... يومًا وإن كان السحاب الأجودا
يعزى لقوم سادة يمنيه ... أعلى الورى قدرًا وأزكى محتدا
الحالبين البدن من أودجها ... والموقدين لها القنا المنقصدا
والغالبين على القلوب مهابة ... والواصلين إلى القلوب توددا
وإذا الصريخ دعاهم لملمة ... جعلوا صليل المهفات له صدى
يا سيدًا للمكرمات مشيدًا ... لا فل غربك سيدًا ومشيدا
لك في المعالي حجة لا تدعى ... لمعاند ومحجة لا تهتدى
وأفاك شهر الصوم يا من قدره ... فينا كليلة قدره لن يجحدا
وبقيت حيا ألف عام مثله ... متضاعفًا لك أجره متعددا
والدهر عندك كله رمضان يا ... من ليس يبرح صائمًا متهجدا
ومن قوله يصف امرأة طويلة سمراء:
وسمراء تحكي لرمح لونًا وقامة ... لها مهجتي مبذولة وقيادي
وقد عابها الواشي فقال طويلة ... مقال حسود مظهر لعناد
فقلت له بشرت بالخير إنها ... حياتي فإن طالت فذاك مرادي
نعم أنا أشكو طولها ويحق لي ... لقد طال فيها لوعتي وسهادي
وما عابها القد الطويل وإنه ... لأول حسن للمليحة باد
رأيت الحصون الشم تحرس أهلها ... فاعددتها حصنًا لحفظ ودادي
ومن قوله يعاتب بعض أحبابه:
إلى كم أداري ألف واش وحاسد ... فمن مرشدي من منجدي من مساعدي
ولو كان بعض الناس لي منه جانب ... وعيشك لم أحفل بكل معاند
إذا كنت يا روحي بعهدي لا تفي ... فمن ذا الذي يرجو وفاء معاهد؟
أظن فؤادي شوقه غير زائل ... وأحسب جفني نومه غير عائد
أبي الله إلا أن أهيم صبابة ... بحفظ عهود أو بذكر معاهد
وكم مورد لي في الهوى قد وردته ... وضيعت عمري في ازدحام الموارد
وما لي من أشتاقه غير واحد ... فلا كانت الدنيا إذا غاب واحدي
أأحبا بنا أين الذي كان بيننا ... وأين الذي أسلفتم من مواعد؟
جعلتكم حظي من الناس كلهم ... وأعرضت عن زيد وعمرو وخالد
فلا ترخصوا ودًا عليكم عرضته ... فيا رب معروض وليس بكاسد
وحقكم عندي له ألف طالب ... وألف زبون يشتريه بزائد
تقولون لي أنت الذي سار ذكره ... فمن صادر يثني عليه ووارد
هبوني كما قد تزعمون أنا الذي ... فأين صلاتي منكم وعوائدي
وقد كنتم عوني على كل حادث ... وذخري الذي أعدته للشادئد
رجوتكم أن تنصروا فخذلتم ... على أنكم سيفي وكفي وساعدي
فعلتم وقلتم واستطلعتم وجرتم ... ولست عليكم في الجميع بواجد
1 / 143