नुशु लुगाहा अरबीय्या

अनस्तास कर्मली d. 1366 AH
143

नुशु लुगाहा अरबीय्या

نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها

शैलियों

فعلعل، وفعلعلان، إلى غيرها وهي كثيرة، ونحن نذكر هنا بعض الشواهد للإلمام فقط، والإشارة الخفيفة إلى ما هناك من دقائق المعنى.

فالفرق مثلا بين العلاقة (بالفتح)، والعلاقة (بالكسر) هو على ما قال في الكليات: «العلاقة بالكسر، هي علاقة السوط والقوس ونحوهما، وبالفتح: علاقة المحب والخصومة ونحوهما. فالمفتوح يستعمل في الأمور الذهنية، والمكسور في الأمور الخارجية، والعلاقة أيضا هي اتصال ما بين المعنى الحقيقي والمجازي، وذلك معتبر بحسب قوة الاتصال، ويتصور ذلك الاتصال من وجوه خمسة: الاشتراك في شكل - والاشتراك في صفة - وكون المستعمل فيه، أعني المعنى المجازي، ع«باب العين مع الباءلى الصفة التي يكون اللفظ حقيقة فيها - وكون المستعمل فيه أصلا غالبا إلى الصفة التي هي المعنى الحقيقي - والمجاورة.» «فالأولان يسميان مستعارا، وما عداهما مجازا مرسلا، ووجه المجاورة يعم الأمور المذكورة، قال صاحب الأحكام بعدما عد الوجوه الخمسة، وجميع جهات التجوز، وإن تعددت، غير خارجة عما ذكرناه.» ا.ه.

قال صاحب هذا الكتاب: الفعالة، بالكسر، تدل في أغلب الأحيان على الصناعة كالحراثة، والزراعة، والمساحة، والنجارة، والحدادة، والخراطة، والحمالة، والتجارة، والسقاية، إلى نظائرها.

وتدل أيضا على الآلة، والأداة، فكأنها تأنيث الفعال الدال بنفسه على الآلة أو ما يشبهها، كالحزام، والنطاق، والبساط، واللباس، والمقاط، والشكال، والرباط، والعقال، ونحوها.

وأما نظائر الفعالة فكالإداوة، والحداجة ، والخزانة، والرحالة، والجبارة، والضبارة، والعضادة، والكنانة، والقلادة، والحمالة، والرفادة (الخرقة يرفد بها الجرح وغيره)، والسقاية (للإناء الذي يسقى به)، إلى آخر ما ذكروه من هذا القبيل، بيد أن الأمثلة الواردة بالهاء أقل بكثير من المثل الخالية منها، على أن ما ذكرناه كاف لإثبات ما نقول، وإن لم يذهب إليه إلى هذا اليوم أحد من النحاة أو اللغويين إلا أن الحقيقة لا تخفى على المتدبر.

فعلعل

من الصفات الدالة على أن صاحبها يمتاز بكثرة ما يتصف به ما جاء منها على فعلعل كغطمطم، وعنطنط، وغشمشم، وعرمرم، وعفرفرة، ودمحمح، وهجفجف، وحورور، وعركرك، وعنشنش، وحولول، وشمقمق، وعقنقل، وصمحمح، وعصبصب، وسمعمع، وهي مركبة أو منحوتة من تكرار الوصف الثلاثي فقولهم: رجل عنطنط كقولهم رجل عنط عنط، لكن عنط لم يسمع به، فاجتزءوا بقولهم: عنطنط أي عظيم الطول، أو بين الطول، ولا سيما بين طول العنق، ويراد بفعلعل المبالغة في الوصف، عظيما كان ذاك الوصف أم صغيرا، فإن كان عظيما فهو أعظم ما يكون من جنسه، وإن كان صغيرا فهو أصغر ما يكون من جنسه، ويمتاز مع ذلك بشيء خاص يبلغ به النهاية.

فقولك: رجل سمعمع، تريد به رجلا «صغير الرأس والجثة داهية غاية ما يكون» (التهذيب)، وقول القاموس: «الصغير الرأس أو اللحية والداهية.» غير صحيح، وفي اللسان: «الصغير الرأس والجثة الداهية.» صحيح، موافق لما في التهذيب، والأزهري أعظم حجة في اللغة، يتضاءل بجانبه سائر أرباب المعاجم، وقد غلط أيضا كل من نقل عن القاموس كالمعلم بطرس البستاني في محيط المحيط، والشرتوني في أقرب الموارد، والشيخ عبد الله البستاني في البستان؛

1

فقد نقل جميعهم عبارة القاموس فقالوا: السمعمع: الصغير الرأس، أو اللحية، والداهية، على أن «البستان» مسخها، فأساء في التعبير كل الإساءة فقال: «السمعمع: الذئب الخفيف السريع، والصغير اللحية، والداهية» (كذا).

अज्ञात पृष्ठ