208

नूर

النور لعثمان الأصم

शैलियों

مسألة:

وجائز أن يقال لله تعالى: يدري الأشياء، كما يقال: إنه يعلمها.

وقيل: لا يجوز ذلك. ويوصف الله تعالى، بأنه مطلع على العباد، وعلى أعمالهم- توسعا. ويراد أنه عالم بهم، وبأعمالهم.

وقيل له: مطلع، على المجاز؛ لأن المطلع منا على الشيء، من فوقه، يكون أعلم به، وأولى بأن لا يخفى عليه منه شيء. فلما أن كان الله بالأشياء كلها عالما، بما لا يخفى عليه شيء منها. قيل له: إنه مطلع عليها، مجازا.

**********

مسألة:

وجائز أن يوصف الله تعالى: بأنه يحب ويبغض.

ومعنى الوصف له بالمحبة: هو معنى الوصف له بالإرادة.

ومعنى الوصف له بالبغض: هو معنى الوصف له بالكراهية.

وذلك أن كل ما كره الله، كونه من العبادة، فهو مبغض كونه منهم. وكل ما أراد الله كونه من العبادة، فقد أحب كونه منهم وكل من أراد إكرامه من عباده، فهو له محب.

وإرادته لإكرامه ولتعظيمه: هي محبته لإكرامه ولتعظيمه. وهي محبته له.

وكراهيته لإكرامه ولتعظيمه: هي بغضه لإكرامه ولتعظيمه. وهي بغضه له؛ لأنه ليس معنى حب الله للعباد، إلا حبه لإكرامهم ولتعظيمهم. وليس بغضه لهم إلا ضد ذلك.

ويوصف الله: بأنه مصلح؛ لأن فاعل الصلاح، يسمى مصلحا. ويوصف بأنه مفضل، بما فضل به غيره، من العباد. ومن فعل الفضل، سمى مفضلا. ويوصف بأنه خير، لأن فاعل الخير إذا كثر منه، استحق أن يقال له: خير. فلما كان فعل الخير من الله موجودا، وجب أن يسمى خيرا.

ويقال: إن الله أصلح لنا من غيره، وخير لنا من غيره. وهذا القول أيضا- توسع والمراد به: نعمه وخيره وفضله ويقال: إن الله تعالى خير أفعال منك.

ويقال: إن الله قد فعل الشدائد والآلام. وليست بشر على الحقيقة.

पृष्ठ 208