قال المفسرون- في قوله تعالى: { والشفع والوتر } فالوتر: هو الله تعالى. والشفع: هو الخلق. فالله تعالى لا شفع له، أي لا زوج له، من شكل أو ضد.
والأشكال والأضداد: هي شفع لبعضها البعض. والله تعالى فرد وتر، لا بمعنى عدد. كما يقال للواحد: فرد وللاثنين: زوج وللثلاثة: فرد. وللأربعة: زوج.
فالله تعالى فرد، بمعنى الوحدية والفردية وليس هو متوجها، كتوجه الواحد بالوحدانية. فاجتمعت في الواحد، بمعنى الوحدية والفردية؛ لأن الواحد اسم، لا يلزم إلا الواحد، وللفرد اسم، يلزم الواحد والثلاثة والخمسة. فهذه أفراد كلها اشتركت، في اسم الفردية. وتفرد الواحد بالوحدانية، واختص بها، ولم يشركه في هذه الأسماء شيء من الأعداد. وبالله التوفيق.
الباب السادس عشر والمائتان
في البار
ويوصف الله تعالى: بأنه بادر بعباده؛ لأن بره وفضله، قد عمهم.
مسألة:
ولا يقال: ما أبره بخلقه. وبالله التوفيق.
الباب السابع عشر والمائتان
في اللطيف
اللطيف: هو القائم الذي لا تخفى عليه خافية. وهو الرحيم بعباده.
واللطيف من العباد: الرقيق النظر، العالم بغوامض الأمور. تقول العرب: لطف به، أي رفق به. فسمي الله تعالى لطيفا؛ لأنه لطيف في صنعه، برأفته ورحمته. فلم يدع شيئا من لطيف صنع إلا خلقه بلطفه وحكمته.
قال المفضل: اللطيف: الواسع العليم. واللطف: التوصل إلى علم الشيء.
والوصف لله تعالى، بأنه لطيف، بمعنى أنه منعم. وبمعنى أنه لطيف التدبير والصنع؛ لأن تدبيره لطيف، لا يعرفه العباد للطفه.
وقد وصف الله تعالى نفسه، بأنه لطيف خبير. والنعمة تسمى في اللغة: لطفا. ويقال: فلان هو ببعض ولده، ألطف منه بغير. يريدون أن نعمته عليه أكثر. وبالله التوفيق.
الباب الثامن عشر والمائتان
في ذكر القوي
وجائز أن يوصف الله تعالى، بأنه قوي على الحقيقة، كما يقال: إنه قادر على الحقيقة.
الباب التاسع عشر والمائتان
في المقيت
قال ابن الأنباريب: المقيت قيه قولان:
पृष्ठ 172