مسألة:
فإذا اشتبه عليك شيء من الأسماء والصفات. أهي ذاتية؟ أم فعلية فأدخل فيها الألف واللام، فإنك تصيب الصفة - إن شاء الله.
وذلك أن تقول: لم يزل الإله. ولم يزل الرب. ولم يزل الله، وهو العالم والخالق والرازق والبارئ والمصور، وغير ذلك من الأسماء.
فإذا أدخلت الألف واللام، في الأسماء والصفات الذاتية، والصفات الفعلية. فأنت تصيب -إن شاء الله- العدل من صفات الفعل.
فإن قال: فيقال: عدل، ولم يعدل.
قلنا: إنا نصفه بالقدرة على العدل. وبالله التوفيق.
الباب الحادي والثمانون والمائة
في ذكر اسمه - عز وجل -
فأما الله، فالأصل الإله، فحذفت الهمزة، وأدغمت إحدى اللامين في الأخرى فصار الله.
ومعناه: أنه تحق له العبادة، وتنبغي له. والعرب تسمي كل ما كانوا يعبدونه، ويرون عبادته حقا إلها.
وقيل: إنه اسم، سمى الله به نفسه، على الاختصاص، كما قال تعالى: { هل تعلم له سميا } .
قال المؤلف: أي هل تعلم أحدا، في البر والبحر، اسمه الله، غير الله؟
قال: وأظن هذا الذي يذهب أليه أصحابنا.
قال المؤلف: ويوجد في تاب الثعلبي، في معنى اسم الله: أنه الخالق لكل شي.
وكذلك ذكر الشيخ أحمد بن النضر في شعره. وإنما غاب عن ابن وصاف تفسيره، ففسر غير ما عني به الشيخ أحمد بن النضر. والشعر هو هذا البيت. قال رحمه الله:
... قلت: معناه تعالى جده: ... أنه الخالق أصناف العبر
والبيت الذي يقول فيه أيضا:
... فعلمنا أن تفسير اسمه ... خالق أجناس ما دب وذر
قال المؤلف: يقول: فعلمنا أن تفسير اسم الله: أنه الخالق لكل شيء. تعالى الله لم يزل إلها.
فإن قيل: هو إله لمن لم يخلق؟
قيل له: ليس الإله بمعدى إلى مفعول. وإنما الإله كان إلها، لأنه تحق له العبادة.
पृष्ठ 152