नूर वक्कड
النور الوقاد على علم الرشاد لمحمد الرقيشي
शैलियों
المسألة الرابعة : اعلم أنا قدمنا وجوب الدفاع وفرضية بقوله تعالى وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سيبل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم لكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان فقد أخر ذكر الدفاع في الآية الشريفة لتأخره رتبة عن الجهاد الأول فلمقاتل عن نفسه لا كالبايع نفسه لله لإعزاز دينه لا لشيء يخصه بنفسه من دفع مضرة أو جلب مصلحة فالدفاع ضرورة تستعمله حتى البهائم و الجهاد لمرضاة الله تعالى و كبت أعدائه هو شأن الملائكة و الأنبياء و الرسل و النقباء و المهاجرين و الأنصار و الخلفاء و الأئمة و العلماء و التابعين لهم بإحسان و قد يكون ترك الدفاع أضر و القيام به واجب قال الله تعالى : ( و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت السموات و الأرض ) و لهذا قال العلماء إذا غشي العدو البلاد فدفعه واجب على الغني و الفقير و الحر و العبد على قول و المديون و لو لم يكن له وفاء على قول و لا قائل بوجوب الجهاد على العبد و المديون الذي بتلك الصفة في باب الجهاد أصلا و قيل به في الدفاع لأنه فرض عين فالفقير كالغني و العبد كالحر و المديون كالموسر لأن على كل منهم دفع القتل عن نفسه في موضع وجوب ذلك فرضا من الله تعالى و في الحديث الشريف المقتول دون ماله شهيد و إن ثبتت الشهادة للمقتول دفاعا عن نفسه إلحاقا لهذا النوع من الجهاد بأصله و ما هو في الأصل إلا نوع من جنس الجهاد فهو بعض من كل إذ كل جنس شامل لما تحته من أنواع شمول الحيوان على الناقة و الفرس و الإنسان فإن نوى به إرغام البغاة و إذلالهم و معزة الإسلام و تقوية أهله و كف الظلم و الجور و الفساد عن عباد الله لتكون كلمة اللذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا فقد كان هذا الدفاع في المرتبة العليا في الجهاد و أدنى فرضية الجهاد مرتبة ما كان باللسان و ربما تختلف منازله أيضا لكنه ليس بمراد لنا في هذا الموضع.
पृष्ठ 87