नूर वक्कड
النور الوقاد على علم الرشاد لمحمد الرقيشي
शैलियों
المسألة التاسعة عشر : فيما تضمنته آيات الجهاد وشمولها على الأنفس والأموال فإن من عذره الله عن الجهاد بنفسه من المعذورين المنصوص عليهم والمقيس عليهم وكان ذا غنى فقال العلامة الصبحي من استطاع الجهاد بنفسه وماله فعليه بالنفس والمال ومن لم يستطع الجهاد بنفسه ففرض الجهاد لا يسقطه عنه عجز النفس وعليه أن يجاهد بما استطاع لأن الفريضة المالية باقية عليه لا عذر منها وقد دعي إلى الجميع بقوله تعالى : ( ها أنتم تدعون لتنفقوا في سبيل الله ) فهذا موضع وجوب الأنفاق المدعو إليه على هذا القول قلت ويؤيده الحديث إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وتضمنت معناه الآية الشريفة وهي قوله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ففي الآية دليل على أن وسعها المال باقي عليها وهي مكلفة به وعلى هذا الرأي فيجوز للإمام أن يأمر الغني بأن يقيم مقامه عشرة من الرجال أو ما زاد أو نقص بحسب سمعته من المال فيلزمه نفقتهم ورواحلهم إذا احتاج الإمام إلى ذلك في جهاد أو دفاع وقد حكى الصبحي عن محمد بن جعفر هذا القول قال الشيخ الخليلي رحمه الله وقد حفظنا أن من له مال كثير يقوم بأعباء رجال يخرجون في دولة المسلمين لدفع العدو فالمجود في جامع ابن جعفر أن عليه ذلك وهو من اللازم انتهى لفظه قال الشيخ الخليلي رحمه الله وهو وأن أفتى به في الدفاع فإن الدفاع نوع من الجهاد لا غير كما سبق بيانه فليراجع والله أعلم .
पृष्ठ 159