ولكن قصة عدلي لم تتم فصولا. •••
ما هو إلا شهر وبعض شهر حتى جاءت الأنباء أن عدلي سقط مريضا بعد هذا الجهد الذي أنهك به جسمه، واضطر الباشا أن يصحب راوية إلى سويسرا.
وهناك وفي حجرة من فندق فقير التقى الباشا مع ابنه عدلي لأول مرة، بعد ما صنعه عدلي تجاه أبيه.
وهناك لم يجد الباشا من ابنه إلا بقية حطام لم يترك القمار منه شيئا.
كان موقف الابن ذليلا حتى لم يحاول أن يعتذر، وكان موقف الأب أليما حتى لم يذكر من هذا الشيء الذي أمامه إلا أنه ابنه وأنه مريض .
سرعان ما عرف الأب وعرفت راوية أن مرض الصدر هو ما يعانيه عدلي.
في مصحة في ليزين على جبل بالقرب من لوزان استقر عدلي، ودفع الباشا نفقات العلاج، وأعطى لراوية ما يكفي لفترة أخرى، وسافر إلى القاهرة بالباخرة.
وفي القاهرة استقبلته من راوية برقية: «لقد مات عدلي.» •••
منذ ذلك اليوم أصبح زكريا إنسانا آخر؛ كان يخشى أن يبدي حبه ليحيى ابنه، ويخشى أن يظهر ضعفه لهالة حفيدته، فاعتزل عنهما الحياة بعد أن أصر أن يقيم معه ومع زوجته زوجة ابنه راوية.
ومنذ ذلك اليوم أصبح زكريا باشا يمثل لابنه وحفيدته شيئا مقدسا لا سبيل إلى الحديث معه، وإنما تصل إليهما الأوامر منه والنقود، وكأنه طيف غير إنساني لا صلة له بالبشرية.
अज्ञात पृष्ठ