في العمر ونحو ذلك فمعناه أنه تعالى يعطي السعادة والتوفيق لمن يصل رحمه بإحياء الليالي والاشتغال في الطاعات وفعل الخيرات فيرى بركة في عمره لأن النوم كالموت قال عليه السلام النوم أخو الموت فمعنى زيادته حصول البركة فيه وأجيب أيضا بأنا تعالى كان يعمل أنه لو لم يفعل هذه الطاعة لكان عمره أربعين لكنه يعلم أنه يفعلها ويكون عمره سبعين سنة فنسبة تلك الزيادة إلى تلك الطاعة بناء على علم الله تعالى أنه لولاها لما كانت الزيادة وأصل هذا إنه تعالى كما يعلم المعلوم الذي سيوجد كيف يوجد يعلم المعدوم الذي لا يوجد أنه لو وجد كيف كان يوجد كما أخبر تعالى عن أهل النار أنهم لو ردوا إلى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه من الكفر مع علمه تعالى بأنهم لا يردون لقوله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولو حرف امتناع لامتناع واختلف في الموت هل هو أمر وجودي أو عدمي قال الشيخ النسفي رحمه الله في عقائده والموت قائم بالميت مخلوق لله تعالى لا صنع للعبد فيه تخلقا ولا اكتسابا قال السعد رحمه الله وهذا مبني على أن الموت وجودي بدليل قوله تعالى خلق الموت والحياة والأكثرون على أنه عدمي ومعنى خلق الموت قدره خاتمة أنكر أكثر المعتزلة حشر من لا خطاب عليهم وهو مردود بما ورد من أن الله تعالى يحيي الحيوانات كلها للقصاص إظهارا لكمال العدل والقدرة فيقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء ثم يقول لها كوني ترابا فتصير ترابا و ح يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا والله إعلم وأحكم قال الناظم رحمه الله:
18 لأهل الخير جنات ونعمى * وللكفار إدراك النكال أراد بأهل الخير المؤمنين بدليل مقابله وأورد هذا البيت بيانا وتفصيلا لما أجمله من الأحوال في قوله في البيت السابق فيجزيهم على وفق الخصال أي التي ماتوا عليها فيجازيهم عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر خلق الجنة للمؤمنين وخلق النار للكافرين فيثيب المطيع ويعاقب العاص تفضلا منه وعدلا لا وجوبا عليه تعالى فيجوز عليه تعالى تعذيب المطيع وإثابة العاصي إذ الكل ملكه وعبيده فيفعل في ملكه ما يشاء ويختار إلا أنه وعد المؤمنين بالخير والكافرين بالشر والتخلف في الوعد لا يليق بجناب الكريم قال تعالى أعدت للذين آمنوا بالله ورسله وقال تعالى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا إلى غير ذلك مما يدل على أنه يكرمهم فيها بأنواع للكرمات من الحلل والحور العين ومشاهدة وجهه الكريم ومجاورة الأنبياء عليهم السلام وغير ذلك من النعيم التي لا تحصى وكل ذلك بفضله وإحسانه لا وجوبا عليه تعالى وأوعد الكافرين بالشر
पृष्ठ 37