عن ذلك إذ لا يلزم من الاستغناء التنزه كما لا يخفى فكلام المص لا يخلو عن نوع قصور وكذا مستغن عن والد وولد ذكرا كان أو أنثى لاستحالة ذلك في شأنه تعالى ومن قال بذلك كان كافرا فائدة الولد حقيقة هو ولد الصلب يتناول الذكر والأنثى ويطلق على الولد مجازا والرجل يتناول الذكر البالغ من الإنس قطعا وهل يطلق على الملائكة والجن جوزه بعضهم في قوله تعالى وعلى الأعراف رجال قال هم الملائكة فأوقع اسم الرجل عليهم كما أوقعه على الجن في قوله تعالى وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ورد بأنا لم يرد في وصف الملائكة بالذكورة والأنوثة نقل ولا دل عليه عقل لعدم وجود كل من الوصفين فيهم وأهل الأعراف قيل هم أهل الفترة وقيل أطفال المشركين وما زعم عباد الأصنام أنهم بنات الله ظاهر البطلان وافتراء عليه تعالى عن ذلك علوا كبيرا كما مر وإن قلنا لا يطلق حقيقة على الجن أيضا فيكون الآية على ما قال بعضهم وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن أي من شر الجن والله أعلم قال الناظم رحمه الله 16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعال الإشارة إلى ما في البيت السابق من استغنائه تعالى عما تقدم أي كما أنه تعالى مستغن عن النساء والأولاد كذلك مستغن عن المعين والناصر وذو الجلال من أسمائه تعالى ولم يقل والإكرام لضيق المقام ومعناه الجامع بين عظمة الذات وجميل الصفات والمعالي جمع المعلى من العلو وهو قسمان علو مكان وعلو مكانة أي مرتبة والله تعالى منزه عن الأول وأما الثاني فالله تعالى متصف به ومنه العلى من أسمائه تعالى ومن تخلق بهذه الاسم تقرب إليه قربا معنويا روحانيا بتقليل الحجب التي بينه وبين ربه فإن البعد منه ليس إلا بكثرة الحجب ومعلوم أن العلو الإضافي لا يكون إلا لمن كان قريبا ممن له العلو المطلق وهو الواحد الأحد المستغني عن الزوجة والولد وعن المعين في الألوهية والناصر لدفع الأعداء وهو القاهر فوق عباده يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ليس له شريك في خلقه إذ لو كان له معين أو ناصر لاحتاج إليه فيلزم الافتقار فيلزم عدم الاستقلال فيلزم العجز والحدوث فيحتاج إلى محدث فيلزم الدور أو التسلسل وهما باطلان فكذا ما أدى إليهما فثبت أنه تعالى ليس له معين ولا ناصر ولا يفتقر إلى شئ وهو غني عما سواه له ما في السماوات وما في الأرض قيل لا يقال الاحتياج إلى المعين لا يقدح في الانفراد بالوحدانية إذ من ملك الأمر في شئ يجوز أن يستعين بالغير والأمر منسوب إلى المالك
पृष्ठ 33