أزلية لا كما تزعمه الكرامية من أن له صفات إلا أنها حادثة الاستحالة قيام الحوادث بذاته تعالى مصونات أي محفوظات عن الزوال عن ذاته تعالى لأن صفاته تعالى أزلية أبدية لا يزال عنها أبدا فلا تزايله ولا تفارقه إذ المزايلة والمفارقة من صفات الحدوث ومولانا بجميع صفاته قديم الإعراب صفات الذات مبتدأ والأفعال عطف على الذات وطرا نصب على الحال وقديمات خبر المبتدأ ومصونات الزوال خبر بعد خبر (وحاصل معنى البيت) إن صفاته تعالى مطلقا ذاتية كانت أو فعلية كلها قديمة مصونة عن الزوال عن الذات المقدسة وعن الزوال بمعنى الفناء والعدم قال شارح ويجوز أن يراد كلا المعنيين وهو الأصح وصفات الأفعال عند الأشاعرة حادثة باعتبار تعلقها التنجيزي وهو حادث وأما باعتبار تعلقها الأزلي ويسمونها المعنوية فهي قديمة لأن التكوين باعتبار رجوعه إلى صفة القدرة يكون أزليا فالتخليق مثلا هو القدرة باعتبار تعلقها بالمخلوق فح لا خلاف في المعنى ذكره الإمام النووي وغيره انتهى وفيه نطر ولذا نقله علي القاري (2) وقد قدمنا تحقيقه والحاصل أنه يجب على المكلف بالشرع معرفة ما قام عليه دليل عقلي أو نقلي من الصفات مع اعتقاد أنها كلها قديمة وهي عشرون صفة الوجود، والقدم، والبقاء، والمخالفة للحوادث، والقيام بالنفس، والوحدانية والحياة، والعلم، والإرادة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، وكونه حيا، وعالما ، ومريدا، وقادرا، وسميعا، وبصيرا، ومتكلما. ويستحيل في حقه تعالى كل ما ينافي الصفات الواجبة كالعدم، والحدوث، والفناء، والمماثلة للحوادث، وكونه صفة، والاحتياج إلى الفاعل، والتركيب في الذات، والمثل فيها أو في الصفات، ووجود الشريك في الأفعال ، والعجز، والجهل وما في معنى ذلك وأفراد الجائز في حقه تعالى لا تنحصر في عدد بل هي الفعل والترك لكل ما يقضي العقل بجوازه وإمكانه ونظم بعضهم صفات الذات بقوله حياة كلام ثم علم وقدرة * إرادته سمع صفات مع البصر لذات الإله عند كل محقق * وزيد بقاء عند حبر مع النظر
पृष्ठ 16