ستمضي هذه المصاعب، ويأتي يوم نتذكرها، ونضحك.
وسيم :
أحس أن جيوش الفناء تسير في دمي. انطفأ النور من عيني. صرت أعمى يا راجي، وأحس أن روحي تتراقص لتنطفئ. لا تدعهم يدفنونني هنا يا راجي. لا تسكني مقبرة الأغراب. أيضطجع أربعة عشر جيل في قريتي، وأدفن في مدافن الأغراب؟ أريد أن يواكبني إلى القبر ألف شجاع، ويحر وجهي تلويح ألف منديل. أريد أن أسمع الندب في مأتمي. راجي، إن لم تقو على إرسال جثتي إلى هناك، فلتحرق الجثة والرماد فليذر على تربة تلك الشجرة، التي زرعناها يوم ودعنا المدرسة، أتذكرها يا راجي؟ ما أقبح هذه الخاتمة يا راجي. انظر إن الستار يكاد ينزل، والجمهور يصفر، وابتسامة التشفي على شفاه اللئام. ما هذه الحكاية المشوشة، التي مثلتها على مسرح الأيام، كأن كل شيء فاتنا حين ارتفع الستار، وكانت النظارة مصغية، معجبة، فلماذا هم الآن يصفرون؟ آه (يضرب بقبضته على مستند كرسيه) . ما هكذا كانت تنتهي رواياتك يا وسيم الحموي. سارة، سارة، أين أنت؟ (سارة تبكي في صمت، ولا تجيب) . راجي، لا تقل لهم أني مت هكذا، قل لهم قتله العبيد، غرق أو انتحر، ولكن لا تقل لهم أني فنيت هكذا، كقشرة بطيخ تهرأت.
راجي :
سارة نائمة.
الدكتور :
الآن وقت المورفين. هذه آخر حقنة. بعد اليوم يخف الألم، (يجس ساقه)
وفي أقل من شهرين تستطيع المشي، فخفف من هذه الثرثرة عن الموت، وعن دفن الجثة. (بصوت عال)
سارة، يا سارة. (سارة تنسحب من المسرح، ثم تنادي من بعيد «نعم يا حكيم».)
تعالي ساعديني (راجي واقف واجم) .
अज्ञात पृष्ठ