212

============================================================

النكت والفواند على شرح العقائد المحسوسات من طرق الحواس 11/35) الظاهرة لأنهم يزعمون أن كل شيء تدركه الحواس تلقيه إليها فتدركها (1) وهي الحاكمة بين المحسوسات الظاهرة، كالحكم بأن هذا الأصفر عين (2) هذا الحلو أو غيره فكل الحواس مشتركة فيها، فإذا القي إلى الحس المشترك ألقاه إلى القسم الثاني من طبقتيه، وهو خزانة الخيال، وهي قوة تجتمع (3) فيها صور المحسوسات وتبقى فيها بعد غيبتها عن الحس المشترك، ثم الطبقة الثانية فيها المفكرة فقط، وهي : القوة التي من شأنها التركيب والتفصيل (4) بين الصور المأخوذة عن الحس المشترك والمعاني المدركة بالوهم بعضها مع بعض ، والمراد بالصور: ما يمكن إدراكه بإحدى الحواس [ج /34] الظاهرة، وبالمعاني: ما لا يمكن، والمفكرة - على ما زعموا-: شيء مثل الدودة متحرك أبدا لا يسكن نوما ولا يقظة، وليس من شأنها أن يكون عملها منتظما، بل النفس تستعملها على أي نظام تريد، فإن استعملتها بواسطة القوة الوهمية فهي المتخلية، ومن اختراعاتها أشياء لا حقيقة [ب /34] لها كانسان له رأسان، أو جناحان، وكأنياب الغول ونحو ذلك، [وإن استعملتها بواسطة القوة العاقلة وحدها، أو مع القوة الوهمية، فهي المفكرة] (5)، والطبقة الثالثة قسمان : الذي يلي المفكرة منهما يسمى الواهمة، تدرك بها المعاني الجزئية الموجودة في الأمور المحسوسة من غير أن تتأدى إليها من طرق الحواس، وبها تدرك الحيوانات مضارها ومنافعها، كما إذا رأت الشاة الذئب فإنها تدرك أن بينهما عداوة فتفر (6) منه من غير إدراك لسبب العداوة، فإنه من إدراك الكليات، وهو من شأن القوة العاقلة عند استعمالها للقوة المفكرة، والأخير من قسمي الطبقة الثالثة يسمى الحافظة، وهو مقابل الحس 11/ 36) المشترك فهو عند فقرة القفا.

قوله: (بمجرد التفات)(7) أي تصور الأطراف، كتصور الواحد والاثنين والتصف، في الحكم بأن الواحد نصف الاثنين، وهذه من البديهيات، وقوله: (أو ترتيب) هذه من النظريات، وقوله: (جوعا وعطشا) من الوجدانيات، جعل مسلكه مسلك البديهي الأولي (4) الذي يعرف بمجرد الالتفات، وقوله: (وأن الكل) هذا بديهي أولي، وقوله: (وأن نور القمر) هذا حدسي، (1) في (ج) : فيدركها.

(2) في (ج) : عن (3) في (ب) : يجتمع (4) في (ب) و (ج) : التقصيل والتركيب.

(5) ما بين المعقوفتين : ساقط من : (ج).

(6) في (ج): فتنفر.

(7) شرح العقائد:14 .

(8) في (1) : الأول، وقوله بعده : " بديهي أولي " يرجح ما في : (ب) و(ج).

पृष्ठ 212