- لا محالة - كانوا يسمعون من غيره، وقد أضافه إلى نفسه،.
* * *
قوله: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨)
فالظن بمعنى الشك، وقد صح التضاد فيه لشهادة القرآن بكلا المعنين.
فإن قيل: فما وجه ذمهم بالأمية، والأمية من نعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم،
قيل: لم يذمهم بها، لأنها مذمومة في نفسها، بل فيها ظهور أمارة النبوة له، أن يكون وعى الوحي كله بما أيد من الحفظ وعصم من النسيان بقوله: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦) وهو أمي.
وفيه أيضا دليل على ما قلناه: إن الشيئين قد يتفقان في الاسم، ويختلفان في المعنى، ولو كان كل صفة تكون في غير نبي لا يجوز أن تكون في نبي، لما جاز أن يكون في البشرية نبي، إذ هم مساوون لهم في الأكل والشرب والنوم والجماع، وسائر أوصاف البشر، ألا ترى أن الله ﵎ ذم الكفار حيث أنكروا بعثه رسولا فيه بعض
1 / 120