وكان أبو جيدة راسخ القدم في فقه مالك والشافعي معًا، وله تأليف في الوثائق على طريقة الشافعية. وتوفي ﵀ سنة؟ ٦٥ هـ ودفن خارج باب المسافرين، أحد أبواب فاس، حيث يوجد قبره في جامع هناك. وقد ترك الناس تسميتها القديمة وسموها باب سيدي بو جيدة اعترافًا بفضله وتخليدًا لذكراه.
الأصيلي
هو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي الإمام المحدث الفقيه راوية البخاري. والأصيلي نسبة إلى أصيلا المغرب، كما جزم به ابن الطيب الشرقي محشي القاموس، وأيده مرتضى في التاج. وقال: يدل له عده في الغرباء الطارئين على الأندلس. قال أبو الوليد بن الفرضي: «ومن الغرباء في هذا الباب عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي من أصيلا، يكنى أبا محمد. سمعته يقول: «قدمت قرطبة سنة؟ ٤؟ فسمعت بها من أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد، وكانت رحلتي إلى المشرق في محرم سنة؟ ٥؟ ودخلت بغداد فسمعت بها من أبي بكر الشافعي وأبي بكر الأبهري» وقال في الديباج، «وحج فلقي بمكة سنة ٥٣ أبا زيد المروزي، وسمع منه البخاري، وأبا بكر الآجري، وبالمدينة قاضيها أبا مروان المالكي. وحدث عن الدارقطني، واضطرب في المشرق نحو ثلاثة عشر عامًا، وسمع ببغداد عرضته الثانية في البخاري من أبي زيد، وسمعه أيضًا من أبي أحمد الجرجاني وهما شيخاه في البخاري وعليها يعتمد» ثم انصرف إلى الأندلس فقرأ عليه الناس كتاب البخاري وانتهت إليه الرئاسة بها، فولي قضاء سرقسطة وقام بالشورى مدة في قرطبة وغيرها. وصنف كتاب الآثار والدلائل في خلاف مالك وأبي حنيفة والشافعي، وكان من "حفاظ مذهب مالك. ومن أعلم الناس بالحديث وأبصرهم بعلله ورجاله، وتوفي يوم الخميس ١٩ ذي الحجة ٣٧٢.
ابن العجوز
عبد الرحيم بن أحمد الكتامي المعروف بابن العجوز يكنى أبا عبد الرحمن من أهل سبتة كانت له ولأبيه في قومه كتامة، وفي المغرب رياسة بالعلم، وإليه كانت الرحلة في
1 / 51