212

नुब्धा मुशिरा

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

शैलियों

وكان فيمن طعن الأمير الحسن الأمير عثمان قلفات المشهور بالفراسة في العجم من كبرائهم وما خاطوا بطنه إلا بالمخيط، وللأمير الحسين في هذه الوقعة أشعار حماسة سمعت بعضها، وأسر السيد الفاضل على بن محمد الجديري، فعلاه العلج مصطفى بسلاح للعجم يسمونه كلنجا على شبيه فوس الحجارة الدقيق وله رأس مربوع، ويحلونه فيتخذونه سلاحا حتى شق رأسه رحمة الله عليه وهو بين يديه صابرا محتسبا، ويروى أن هذا الشقي لم يلبث بعده إلا نحو ثمانية أيام وأهلكه الله، وكان في كل ليلة إذا نام يصيح حتى يفزع من حوله وهويقول: يكفي سيدي جديرة يكفي سيدي جديرة، ويخبر أنه يراه يطعنه كل ليلة، وهذه القضية مشهورة سمعتها من غير واحد في صعدة حرسها الله بدوام المشاهد المقدسة، وذكرها السيد عيسى في تأريخه كذلك، والحق ما شهدت به الأعداء، ومن عظم موقع هذه الوقعة أن السيد العلامة جمال الدين علي بن إبراهيم أطال الله بقاه استوحش من أهل الشام وخاف على مولانا عليه السلام من الغدر فجرد العزم بعد الوقعة إلى عند مولانا ليخبره ويحذره، وإنما بقي في الشام من يشغل من فيه من العجم من إمداد من هو منهم مثاغر لمولانا عليه السلام، ومضى يومه حتى أمسى السودة، ويقال: أدرك فيها صلاة العصر، وهذه من أعظم ما قيل في أهل الخفة في السير فلا يعلم أن قدر عليها أحد غيره، ويقال أن معه أحد عشر نفرا تقطعوا بعده وما بلغ بيومه سواه وهي مسافة ثلاثة مراحل وشيء، ولما أخبر مولانا عليه السلام لم يكترث [ق/141] وأظهر الغلظة والشدة أعظم من الأولى ولم يذكر من قضايا الشام غير هذه القضية لسعة الوقعات فيها، ونذكر ما أمكن من الإشارة إلى معظماتها إن شاء الله تعالى فيما بعد.

पृष्ठ 455