निथर अज़हर
نثار الأزهار في الليل والنهار
प्रकाशक
مطبعة الجوائب
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٢٩٨ هـ
प्रकाशक स्थान
قسطنطينية
سود ترائبه ميل ذوائبه ... صفر حماليقه في الحبر مغموس
وكان هم سليمان ليذبحه ... لولا سياسته مع ملك بلقيس
روى ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: (من الدواب أربع لا يقتلن النحلة والنملة والصرد والهدهد) ومن أعاجيب الخفاش أنه طائر وهو مع أنه شديد الطيران كثير التكفي في الهواء سريع التقلب فيه ولا يجوز أن يكون طعمه إلا من البعوض وقوته إلا من الفراش وأشباه الفراش ثم لا يصيده إلا في وقت طيرانه في الهواء وقت سلطانه لأن البعوض إنما يتسلط في الليل فلا يجوز أن يبلغ ذلك إلا بسرعة اختطاف واختلاس وشدة طيران ولين أعطاف وحسن تأت ورفق بالصيد وهو ليس بذي ريش وإنما هو لحم وجلد وطيرانه بلا ريش عجب من أعاجيبه إنه لا يطير في ضوء ولا ظلمة وهو قليل شعاع العين ولذلك لا يظهر في الظلمة لأنها تكون غامرة لضياء بصره غالبة لمقدار شعاع ناظره ولا يظهر نهارا لأن ضعف ناظره يلمع في شدة بياض النهار ولأن الشيء المتلألئ ضار لعيون من يوصف بحدة البصر ولأن شعاع الشمس - لمخالفة مخرج أصوله ومذاهبه - يكون رادعا لشعاع ناظره ومفرقا له فهو لا يبصر ليلا ولا نهارا فلما علم ذلك واحتاج إلى الكسب والطعم التمس الوقت الذي لا يكون فيه من الظلام ما يكون قاهرا غالبا ولا من الضياء ما يكون معيشا مانعا والتمس ذلك في وقت غروب الشمس وبقية الشفق لأنه وقت هيجان البعوض وهو وقت ارتفاعها في الهواء وانتشارها وطلب أرزاقها فالبعوض خرج للطعم وطعمه دماء الحيوان والخفافيش تخرج للطعم فيقع طالب رزق على طالب رزق وزعموا أن النسل له آذان والمسموحة من جميع الحيوان أنها تبيض بيضا وكل أشرف له آذان ولا يلد ولا يبيض ولا يدري على ذلك ولآذان الخفافيش حجم ظاهر وهي
1 / 86