नारीवाद और विज्ञान दर्शन
النسوية وفلسفة العلم
शैलियों
S. Wise
عن مناهج للعلم تتيح إبراز الخبرة الشخصية للنساء، وذلك بألا يخضعن لأية تحيزات وضعية سابقة. إن العالم ليس مجرد عقل يلاحظ ويفكر ويدين تباشران التجريب، مثلما تصوره الميثودولوجيا المعهودة التي تقوم على أساس أن عماد المنهج العلمي شقان هما؛ الفرض والملاحظة، أو النظرية والتجربة، أو العقل والحواس ... اليد والدماغ. العالم أكثر ثراء من الإنسان العادي، وهو يدخل المختبر بمجامع نفسه. الميثودولوجيا التقليدية تركز على العقل والحواس، وقد تضيف الخيال والحدس. لكن ماذا عن الشعور والإحساس والعاطفة والوجد والانفعال والتذوق والاستمتاع والمعايشة والعلاقات مع الزملاء ومع المؤسسة العلمية ... النسوية ترى أن يؤخذ كل هذا أيضا في الاعتبار إذا رمنا تفسيرا متكاملا للمنهج العلمي.
تتفق الميثودولوجيا النسوية على تعددية المناهج العلمية المأخوذة من بول فيير آبند، وفقا للسياقات وموضوع البحث وأيضا الباحثين. وبشكل عام تحبذ الميثودولوجيا النسوية النظرة المحدثة للمنهج العلمي التي ترى أسبقية الفرض على الملاحظة، وبالتالي خلق الفرض العلمي خلقا أو إبداعه إبداعا وليس مجرد تعميم الوقائع المستقرأة من الواقع الموضوعي. لكنها تتحدث عن طريق مختلف يقوم على الإنصات إلى الطبيعة كصديق يحكي لك عن نفسه كزهرة تتفتح أمامك، ومع الإنصات والتلقي يغدو العلم حوارا مع الطبيعة بدلا من أن يكون محكمة تفتيش.
94
وإذا عدنا إلى دأب النسوية المبدئي على تقويض كل تراتب هرمي، وجدنا الميثودولوجيا النسوية أميل لتقدير الملاحظة بدلا من اعتبارها أدنى من التجربة. وبالتالي يدافعن عن دور سيبقى دائما في المنظومة العلمية للعلوم الوصفية، بدلا من الهجوم عليها بوصفها أدنى قيمة من العلوم التفسيرية أو البحتة.
وإذا كان سؤال الميثودولوجيا التقليدي عن الإجراءات التي نتبعها لاكتساب المعرفة العلمية، فإن الميثودولوجيا النسوية تغوص في أعماق هذه الإجراءات على مستوى الممارسة العلمية الفعلية الحية التي يركزن عليها تركيزا شديدا. يكشفن عن التحيز الذكوري الشائع في الممارسات العلمية بوصفه معايير مطلقة، يبدو في جزئيات وبسائط قد لا تتبدى للنظرة العابرة، من قبيل تصميم مشروع البحث ليصل إلى نتائج تؤكد الهيمنة الذكورية، أو قصر عينات البحث في الظواهر الإيجابية على الذكورة وفي الظواهر السلبية يتجه البحث أساسا إلى الإناث، فضلا عن الغبن الذي تتعرض له المرأة العالمة. وعلى الرغم من أن دورها أصبح بارزا في العلوم البيولوجية وأيضا الحاسب الآلي، إلا أن المناصب الرفيعة والتوجه العام ما زال محكوما بالذكورية. والرجال يملكون المناصب وسلطة تخطيط الأبحاث وإجازة المنح الدراسية ... إلخ، وإذ تكشف الميثودولوجيا النسوية عن هذا، فإنها لا تهدف فقط إلى إنصاف المرأة، بل إلى تغيير أعمق في استراتيجيات البحث العلمي تمهيدا لتغيير الفلسفة الكامنة خلفها. الميثودولوجيا لديهن ليست قواعد منهجية بقدر ما هي واقع حي، واقع الممارسات العلمية التي تحدث داخل جدران المختبرات، التنظيمات الاجتماعية للعلم وأسلوب توزيع السلطة في المجتمع العلمي، المنح والجوائز والمناصب العلمية، والعلاقات بين الباحثين ... على اعتبار أن كل هذا في نهاية الأمر يسهم في تشكيل النظرية العلمية.
وهكذا ينفسح المجال لمعالجة تبرز قيمة مقولة سبق أن نوه بها فيير آبند، وهي السياقية
Contextualism
الأساسية في فلسفة العلم النسوية، والتي تعني أن «أي تفسير أو تأويل أو معرفة إنما يحدث دائما داخل إطار معين أو سياق معين، مما يرتبط بالنسبوية ورفض المطلقية. هذا ما تراه النسوية مع سائر قرائنها من فلسفات ما بعد الحداثة وما بعد الاستعمارية»،
95
अज्ञात पृष्ठ