नारीवाद और विज्ञान दर्शन
النسوية وفلسفة العلم
शैलियों
79
وبهذا يمكن مواصلة المسيرة النسوية ومعالجة العلم بوصفه منخرطا في البنية الثقافية للكشف عن مؤثرات الأيديولوجيا والمتواضعات الاجتماعية وتصويبها، وبالتالي الحصول على منظور للتجريبية أشمل ، أكثر توازنا ونفعا.
ويتم ذلك بواسطة المقاربة الثانية، وهي الموقف النسوي
Feminist Standpoint
النازع إلى فضح الانحياز الذكوري، والقراءة النقدية للنصوص لكشف جوهر الحيود. فتأخذ فلسفتهن بنصية
textuality
العلم؛ أي النظر إلى المحصلات العلمية كنصوص وإمكانية قراءة النصوص العلمية للكشف عما بها من تحيزات ذكورية. الموقف النسوي - كما ترى هاردنج - ينبثق عن رؤية هيجل للعلاقة بين السيد والعبد التي اتسع نطاقها في أعمال ماركس، وتطورت على يد إنجلز وجورج لوكاتش، ومفاده أن سيادة الرجل للحياة الاجتماعية أدت إلى انحياز في الرؤية وقصور في النظرة ساد سائر الأبنية الثقافية، ومنها العلم، فجعلته أحادي الجانب قاصرا على الذكورية. يعمل الموقف النسوي على تقديم المنظور الأنثوي والقيم الأنثوية لتتكامل معها. أما المقاربة ما بعد الحداثية النسوية فتعني فحص وصياغة مفاهيم العقلانية والموضوعية والصدق والبينة ... إلخ. وفي ارتباط ما بعد الحداثة النسوية بما بعد الاستعمارية في فلسفة العلم النسوية، سنجدها فلسفة تناهض المركزية الذكورية وسطوة الرجال من حيث تناهض المركزية الأوروبية والعنصرية والاستعمارية والطبقية والرأسمالية وسائر الأنماط التراتبية الهرمية التي تبخس أطرافا لمصلحة مركز أو سيد.
هكذا كانت فلسفة العلم النسوية نقدا للتسليم بالفلسفة السائدة للعلم، التي تشارك في الجريمة التنويرية، جريمة اعتبار الرجل الأبيض العقلاني هو المثال الأعلى والمحك والمعيار لقيم التقدم، وبالتالي تشارك في جريمة الدمار البيئي الراهن وجريمة إخفاق مشاريع التنمية في العالم الثالث. العلم يستخدم الآن لمناصرة اتجاهات رجعية أو ضارة بالبيئة أو أفعال تعصف بإنسانية الإنسان. ممارساته وتطبيقاته متمركزة حول القيم الذكورية والرمزية الجنوسية والتقسيم الجنوسي للعمل. العلم بهذا ليس جنسانيا فقط، بل هو أيضا عنصري وطبقي وقاهر للثقافات الأخرى. كانت المرأة بوصفها آخر خارج هذه الثقافة القاهرة، مما ساهم في جعلها غشوم. والآن تتحدى فلسفة العلم النسوية هذه البنية في صميم جذورها.
80
إن فلسفة العلم النسوية بعد الحداثية بعد التنويرية قد تحررت من النظرة التقديسية للعلم بوصفه الكيان الفائق كامل النعمة شامل الحكمة، وتعالجه من حيث إنه كأية فعالية إنسانية يمكن دائما أن تكون أفضل، كأية مؤسسة اجتماعية ناجحة، مثل الزواج أو الصرف الصحي أو نظام التأمينات والمعاشات، تستمر لنجاحها الوظيفي في أداء المهام المنوطة بها، ويمكن جعلها أكفأ. العلم بكل إيجابياته وما أحرزه من نجاح طبق الخافقين، لا يقل ولا يزيد عن أية بنية ثقافية أخرى في الحضارة الغربية البطريركية، هو مؤسسة اجتماعية موسومة بالمركزية الذكورية والجنوسة والجنسانية، يكون أفضل لو أنه عولج من غلواء هذا. على أن فلسفة العلم بدورها كانت مشهورة - خصوصا بفضل الوضعية المنطقية - بقيودها المنطقية الميثودولوجية الصارمة، فكيف اتسعت لمثل هذا النقد النسوي؟ (11) فلسفة العلم تفتح الباب للنسوية
अज्ञात पृष्ठ