नारीवाद और विज्ञान दर्शन
النسوية وفلسفة العلم
शैलियों
وثمة أيضا جوان كيلي
J. Kelly (1928-1982) التي عنيت في نسويتها الماركسية بالتفاعل بين الجنس والطبقة والعرق في خلق التقسيمات الاجتماعية وسيطرة فئة على أخرى. لم تصدر كيلي كتابا في حياتها، فقط سلسلة من الدراسات العميقة والمقالات اللافتة، جمعت بعد وفاتها في كتاب، ويبرز مقالها «هل ثمة نهضة للنساء؟» (1977م)، حيث تنقد النهضة الأوروبية وتوضح أنها غبنت حقوق النساء، وجعلت هذا مفطورا في صلب أصلاب الحضارة الغربية.
على أن هذين التيارين باتا في القرن العشرين خطين في إطار نسوي يموج بتيارات عديدة، ومعلمه اللافت هو الراديكالية. إن نسوية القرن العشرين عموما أرادت أن تكون أعمق في نسويتها من قرينتها في القرن التاسع عشر، أعمق وأشمل من أن تكون ليبرالية أو اشتراكية، أرادت أن تكون نسوية راديكالية أي جذرية، لا ترجع وضع الأنثى إلى أي متغيرات معينة كاستبداد الإقطاع أو الملكية والاستغلال، بل أرجعته فقط أو أساسا إلى أنوثة المرأة. قهر المرأة أكثر قضايا البشرية إلحاحا وأطولها عمرا وأوسعها انتشارا. إنها الأصل الأصيل والنموذج المثالي لكل أشكال القهر التي عرفتها البشرية. تتفق النسوية الراديكالية على هذا، وتختلف في استراتيجيات التخلص منه. أوضح الفروق نجدها في أمريكا بين تياري الراديكالية التحررية والراديكالية الثقافية أو الحضارية.
الراديكالية التحررية تنطلق من دور المرأة في العلاقة الجنسية والإنجاب. تنادي بالقضاء على الأسرة؛ لأنها كانت المؤسسة الكفيلة بقهر المرأة وتقليص دورها. ولا بد من تحطيم قداسة الأسرة بسبب عدم المساواة القائمة فيها. وذهبت جوليت ميشيل إلى أن الأسرة وضعية ثقافية وليست طبيعية، ووظيفة الأيديولوجيا الذكورية السائدة أن تقدمها على أنها طبيعية . ومع هذا ثمة آمال في تعديل هذا الوضع وتطويره، اعتمادا على ميل الإنسان للثقافة أكثر من الطبيعة، وأن الحضارة المعاصرة بعيدة جدا عن الطبيعة، وكلما ازدادت تقدما ازدادت بعدا عن الطبيعة.
39
إن الراديكالية ترتكز على الظروف البيولوجية، ليس عودا إلى الحتمية البيولوجية التي فرضت على المرأة وضعا أدنى، بل إلى أساس بيولوجي يمثل خصوصية للمرأة ويؤكد تمايزها عن الرجل، وربما يجعلها أرقى من الرجل خصوصا في تفردها العظيم بالقدرة على إنجاب الأطفال، فليست المرأة الكائن الأجمل فحسب، بل أيضا الأرقى والأقدر. وإن تطرف فريق من التحرريات في الاتجاه الآخر ورأى الإنجاب لا سواه هو الباب إلى عبودية المرأة، أبرزهن شولاميت فايرستون
S. Firestone (1944م-؟) في كتابها الشهير «جدلية الجنس» (1970م) تطلعت إلى وضع تتحرر فيه المرأة من الحمل والإنجاب عن طريق تقنيات الإنجاب الحديثة. واستعن في هذا بأدب الخيال العلمي، مستلهمات روح رائدته ماري شيلي. وفي السبعينيات علا اسم اثنتين فيه، إحداهما نسوية اشتراكية هي مارج بيرسي
M. Piercy ، والأخرى راديكالية تحررية هي جوانا روس، انطلقتا في خيال تكنولوجي يحرر المرأة من أعباء الحمل والولادة، وكانت أعمال روس تجسد حلما بالانتهاء التام للمجتمع الأبوي. وإذ يرد دور الأدب نذكر أيضا أن التحرريات دافعن عن الأدب الإباحي وإخراجه من دائرة الصراع بين المحافظين والمتحررين والرقابة على المطبوعات، إذ رأوا فيه وسيلة فعالة لكشف العنف ضد المرأة في أوسع صوره.
40
رأت الراديكاليات التحرريات المتطرفات استبدال المركزية الأنثوية بالمركزية الذكورية. ويشتد شططهن في هذا وفي السير بحق المرأة في جسدها إلى آخر المدى، ليتجاوزن حق الإجهاض والحق خارج حدود مؤسسة الأسرة! وعلى أساس من الفردية السائدة في الحضارة الأمريكية، ذهبن إلى أن فهم البنية الشعورية وإشباع الحاجات النفسية هو جوهر كل رخاء على مستوى الفرد ومستوى المجتمع، وبالتالي دافعن عن الحق في ممارسة السحاق. ثم لم يقتصرن على هذا، بل ذهب فريق منهن إلى أن السحاقيات فقط هن النسويات حقا، القادرات فعلا على تحدي الذكورية والإعراض عن عالمها. وشكلن النسوية السحاقية التي تدافع عن الجنسية المثلية والأسرة السحاقية، وبالتالي الأسرة اللواطية، كنموذج للأسرة الجديدة!
अज्ञात पृष्ठ