الوزير حامد بن العباس يخبىء أربعمائة ألف دينار في بئر مستراح
: حدثني القاضي أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن الحارث ابن عياش الجوهري البغدادي ، وأبو الحسن بن المأمون الهاشمي : أنه وجد لحامد في نكبته التي قتل فيها ، في بئر لمستراح له ، أربعمائة ألف دينار عينا ، دل عليها لما اشتدت به المطالبة . وأخبرني غيرهما : أن حامدا كان عمل حجرة ، وجعل فيها مستراحا ، وكان يتقدم إلى وكيله أن يبتاع له الدنانير ، ويجيء بها ، فكلما حصل له كيس ، أخذه تحت ثيابه ، وقام كأنه يبول ، فدخل ذلك المستراح ، فألقى الكيس في البئر ، وخرج من غير أن يصب فيها ماء ولا يبول ، ويوهم الفراش أنه فعل ذلك ، فإذا خرج أقفل المستراح ، ولم يدخله غيره ، على رسم مستراحات السراة التي يختصونها ، وإذا أراد الدخول ، فتحه له الخادم الموسوم بالوضوء ، وذلك الخادم أيضا لا يعلم السر في ذلك ، فلما تكامل ذلك المال ، قال : هذا المستراح ضيق البناء ، قبيح ، فسدوه لأغيره ، فسد البئر ، وعطل المستراح ، فحصل ذلك المال مصونا في الموضع ، لا يعرف خبره غيره . فلما اشتدت به المطالبة ، دل عليه ، فأخرج وما ذهب منه شيء ولا عرف خبره إلا من جهته .
पृष्ठ 11