وأجعلها في صلاح وطاعه وكان مقامه بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاما ثم رجع إلى الأندلس وولي القضاء بها وسكن شرقيها، وكان من علمائها وحفاظها. صنف كتاب "التعديل والتجريح فيمن روى عنه البخاري في الصحيح" وقال: سمعت أبا ذر عبد بن أحمد الهروي يقول: لو صحت الإجازة لبطلت الرحلة. أخذ عنه أبو عمر بن عبد البر صاحب الاستيعاب وكان بينه وبين أبي محمد بن حزم الظاهري مجالس ومناظرت وفضائله كثيرة . توفي بالمرية ليلة الخميس بين العشائين تاسع عشر شهر رجب، ودفن بعد صلاة عصر الخميس سنة سبع وأربعين وخمسمائة كذا وجدته، وفي كتاب القاضي مسعود أنه توفي سنة أربع وستين وخمسمائة فليحقق ذلك. وباجه أيضا مدينة بإفريقية، وباجة قرية ثالثة من قرى أصبهان لا أعلم أحدا ينسب إليها. وأما الناجي بنون بدل الموحدة فجماعة من التابعين من أهل البصرة (من بني ناجية) منهم أبو الصديق بكر بن عمرو الناجي، وأبو المتوكل علي داؤد الناجي. قال القاضي: وضابطه أن كان من المغاربة فهو بالباء الموحدة وليس ذلك في أحد من المتقدمين في القرون الثلاثة، ومن كان من أهل البصرة من المتقدمين فهو بالنون، وفي المتأخرين ممن يخشى لبسه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الغني الناجي البغدادي سمع ابن كارة، وكان بعد الثلاثين والستمائة.
باجرمي: ذكروا أن السامرين كان من أهل باجرمي، وكانت الزباء ملكة الجزيرة من أهل باجرمي أيضا وتتكلم بالعربية ولها القصة المشهورة في غدرها لجذيمة الأبرش الذي وترها بقتل أبيها فاحتالت عليه حتى قتلته وأخذت بثأر أبيها منها، يقال: إن باجرمي قرية من قرى واسط.
الباحداني: صاحب كتاب الغريب واسمه حسين بن عياش، مات سنة أربع ومائتين بباحدا، روى عنه علي بن جميل الرقي وغيره والله أعلم، كذا في "علوم الحديث" وغيره.
पृष्ठ 75