أما بعد، فإن كتابي هذا جمعته لنفسي ولمن ينتفع به من بعدي،
وسبب جمعي له أني وقفت على كتاب في الأنساب إلى القبائل والآباء وتطلعت نفسي إلى الأنساب إلى البلدان، ولم أقف فيه على كتاب يخصه، ثم إني وقفت على مسودة للقاضي مسعود بن سعد بن أحمد أبي شكيل الأنصاري الخزرجي، ذكر فيها جملة من البلدان مقتصرا على ذكر البلد وصفتها وبعض من ينسب إليها من العلماء والرؤساء المشهورين، ولم يتمه بل وصل فيه إلى آخر باب الراء، ثم ذكر بعد ذلك في حروف متفرقة، من كل حرف بلدة أو بلدين، فهممت بإتمامه وتبييضه، ففقدت النسخة المذكورة مدة طويلة، ولم أظفر بها، فشرعت في جمع شيء من ذلك حاذيا حذوه في الضبط والتبيين، فجمعت من ذلك جملة صالحة أخذت غالبها من تاريخ القاضي ابن خلكان، ولم يكن عندي من تاريخ ابن خلكان نسخة تامة بل أجزاء متفرقة، وأخذت بعض ذلك من طبقات السبكي الكبرى، ومن تاريخ الفاسي، ومن تاريخ الجندي، وغير ذلك، ثم إني رأيت ذلك قليل الجدوى والنفع، فضممت إليه من ينسب إلى تلك البلدة من المحدثين المشهورين وغيرهم لاحتياج قارىء الحديث وطالب الفقه إلى معرفة ذلك، وإن كان ثمة من يشبه نسبه نسب المنتسب إلى تلك البلدة، وهو منسوب إلى غيرها، إما بلدة أخرى، أو أب أو قبيلة بينته
पृष्ठ 3