من حب العمل عندهن الرياضة في ساعة الفراغ، فترين أنهن يشتغلن حتى وهن يطلبن الراحة، أما نحن فنكسل ونطلب الراحة في ساعات العمل، ألم تسمعن بجمعية (الصليب الأحمر) وكيف تخاطر النساء فيها بحياتهن لمداواة الجرحى والتقاطهم ونار الحرب تستعر وأمطار القنابل تتساقط؟! وهل ينفي الهم ويضمد الجراح كالمرأة الآسية؟! إن النساء المنخرطات في سلك تلك الجمعية يعرضن أنفسهن للهلاك وتكبد مشاق السفر وتحمل البرد القارس بين سهول؛ مثل: منشوريا وحزونها، والحر اللافح في الأقاليم الاستوائية التي يذيب حرها رأس الضب، وقد كانت نساء العرب يفعلن نفس هذا الفعل الشريف في الحرب ويزدن عليه تشجيع المجاهدين وتغذية الجياد، قال عمرو بن كلثوم من معلقته:
يقتن جيادنا ويقلن: لستم
بعولتنا إذا لم تمنعونا
وقد كانت مخاطرتهن هذه تثير الشجاعة في الرجال وتحملهم على الإقدام بدليل قوله:
إذا لم نحمهن فلا بقينا
بخير بعدهن ولا حيينا
وقوله في موضع آخر من القصيدة:
وما منع الظعائن مثل ضرب
ترى منه السواعد كالقلينا
الأخلاق:
अज्ञात पृष्ठ