وإن الأمر لكذلك إذ يرتفع في بضع ثوان وبسرعة الضياء الاستوائي ونحو الشرق لهب ضارب إلى حمرة، ويتحول إلى لون أرجواني من فوره فيظهر جدول نار خلف خطوط سنط متوترة.
ويضع النور حدا للصمت، وفي الشرق تصوت بضع إوزات وتطير من كثيب إلى طرف البحيرة، وتظل البلاشين البيض ساكنة على الشورى،
6
ويبدأ بلشون أسمر قضى الليل على ساق واحدة بالانتقال هنالك، ويعطف عنقه ويقدم منقاره الحاد وينشر جناحيه ويطير على مستوى الماء، ولا يلبث كل شيء أن يتحرك، وتهز بعض الرءوس السود قرونها المكورة جانبيا على حين تستبر الأفق عين متحرزة وترتج خصل شعر إلى الخلف، فتلك هي جماعة جواميس ذات جباه عريضة مخملية متوعدة.
وبالقرب من هنالك، وفي طرف الغاب تبصر الكركدن، وهو ثالث عفاريت الأيكة البكر، نصف مستور بأطول الأعشاب، تبصره يبتعد متئدا عن النهر، هو رمادي لامع، هو يعدل الفيل الصغير ضخامة، هو أشد من الفيل وبقر الماء توحشا، هو ذو حركات بطيئة، وله بقرنيه المنحنيين إلى الوراء والمحيطين بفمه ضرب من التاج المخيف كتيجان الغيلان لكوابيس صبانا، والكركدن ذكي نشيط مع ما ينم عليه مظهره كالفيل من بلادة وقلة حيلة، والكركدن يلوح أنه من عالم بائد برأسه شبه المنحرف
7
وبأذنيه العظيمتين كأذني الخنزير وبمنخريه الواسعين وبالحدبة التي على رقبته الضخمة وبقوائمه الحادرة
8
وبعينيه القصيرتي البصر واللتين هما أصغر من عيني الفيل. والكركدن إذا ما انصرف مكردحا
9
अज्ञात पृष्ठ