7
مع أن غوردون وكتشنر جابا الصحراء على متون آبائها فكانت حاملة أول رسل للحضارة في سهوب السودان الموحشة.
والسد يجعل النهر عريضا مقدارا فمقدارا، ويصبح النيل بحيرة عند حدود مصر الحقيقية؛ أي في دائرة السرطان، والمنظر خيالي أسمر باهر خال من النبات، ويبدو الحجر والربى والجزر والصخور الطريفة الأشكال والمصقولة المركومة ركما مستديرا غريبا، وتبدو الجنادل مستوية أو عمدا أو كتلا أو أطوادا. وهكذا يظهر الشلال الأول - شلال أسوان - تكرارا للشلال الثاني، ولكن مع اتساع لا حد له، وبدلا من ضفاف نهر لا يرى منه غير شواطئ بعيدة من الغرانيت الأحمر واقعة حول شفير تلك البحيرة نصف المتحجرة التي تنتصب خارجها رءوس نخل كأرواح الغرقى في رؤيا دانتي، ويبلغ ذلك السماط السائل من التأثير في النفس والبعد من الحقيقة وإعشاء الأبصار ما لا يعجب منه الإنسان إذا ما اشتعل، ويلوح القطار الأبيض المواجه؛ أي الشلال، أنه تنين مستعد للوثوب على الملاحين الذين يصلون إلى هنالك.
ومع ذلك تزلق قلوع الزوارق الأولى التي هي مصرية خالصة فوق تلك البحيرة كالطيور السوانح
8
مع أعلام مختلفة الألوان على السارية أو المرنحة،
9
وهي تمس سعوف
10
النخل المغمورة مسا خفيفا، ويضع الربان ذراعه على السكان
अज्ञात पृष्ठ