नील: नदी का जीवन

कैडिल ज़ुक्यतार d. 1377 AH
154

नील: नदी का जीवन

النيل: حياة نهر

शैलियों

1

النيل أحد النهرين التورائيين، وفي الحبشة بحث الناس عن الذهب والعبيد منذ إخراج آدم وحواء من الجنة وتوجيه الذهب والسلطان للرجال في أعمالهم. وللحبشة منعة بجبالها ومطرها، مع أن مغازي الفاتحين في سهوب السودان أسفرت عن قهر الأسر المالكة المحلية في قرون كثيرة، وقاومت الحبشة جميع الغارات كما قاومت سويسرة؛ لأن المطر فيها يكنس الطرق والجيوش، وإذا عدوت مكانا واحدا بدا لك الجبل قائما حتى البحر الأحمر الذي تسير منه تجارة العالم في كل زمن. وهكذا، لا ترى من الدول التي ازدهرت في أفريقية - بين الدرجة العاشرة والدرجة الخامسة عشرة من العرض الشمالي - غير دولة واحدة ظلت باقية، غير بلد النيل الأزرق الذي هو حصن طبيعي.

وكان قدماء المصريين، كتجار اليوم، يذهبون إلى هنالك طلبا للبان والعاج والذهب والرقيق، حتى إنه يعثر في مصر على عاج إثيوبي من عاج ما قبل التاريخ، وأدخل أولئك التجار ثلاثة أديان وأربع حضارات أو خمس حضارات وجلبوا معهم أنوارهم واضطرابهم إلى تلك الأودية الضيقة الوعرة، ولكن الجنادل والجبال والأنهار والأمطار كانت تحالف الإنسان على دفع الأجنبي إذا ما أراد الاستيلاء على البلد، ولكن هذه العناصر تفرق تلك الدولة إلى أجزاء كثيرة لا يستطيع أي أمير أن يسيطر عليها كلها، تفرقها إلى أجزاء تتقابل دوما فتحفز كل إنسان إلى أن يكون محاربا، وكما أن الأجنبي لم يقدر على فتح ذلك البلد لم يسطع أحد من أهله أن يهيمن عليه، وهذا الحصن الطبيعي الذي يصعب قهره والذي يسوده الشقاق هو عتبة القارة، فتطمع فيه دول البيض التي تملك البلاد المجاورة لاشتماله على منبع النهر الحافل بالأسرار، وسنبين في مطلب آخر من هذا الكتاب أن هذا البلد ليس من الشأن ما تعزوه إليه القصة.

وبعد ألوف من السنين تبين الآثار عدد الفاتحين الأجانب الذين طردوا من بلاد الحبشة، ومما انتهى إلينا ما ذكر على البردي من غزوات المصريين وحملاتهم في البحر الأحمر، ومما انتهى إلينا مما أحصي على الحجارة المنحوتة من معاهدات ملكة سبأ، ومما انتهى إلينا مسلات الإثيوبيين التي نصبت قبل الميلاد بألف سنة بعرفان لم يدرك أمره، ومما انتهى إلينا روايات هيرودوتس عن كنوز ذلك البلد، وكان أباطرة الرومان يحملون على صيد صغار الأفيال هنالك ليتلهى بها الشعب، وكان قياصرة بزنطة يأخذون الذهب من هنالك في مقابل أدوات لا قيمة لها.

وترى منذ القديم سلسلة متصلة من الأمم البيض قد انقضت على هذه البقاع العاطلة من الطرق والبعيدة المنال، ولا ترى واحدة من هذه الأمم ظلت هنالك، وإنما ملك البلاد أمراء من أهلها بلا انقطاع تقريبا، وذلك من عهد ابن سليمان حتى الزمن الحاضر.

وأخيرا لم تسطع الشعوب البحرية الكبرى غير الاتجار هنالك، والبندقيون

2

طردوا العرب من شواطئ البحر الأحمر، وحملوهم على نقل الذهب والعاج من الحبشة فوق الإبل من خلال البادية، ولم تترك أكبر دولة بحرية في ذلك الزمن غير أثر، غير ألواح رديئة لأفاق انتحل هنا وضع تيسيان

3

لمجيئه من البندقية، ولا يزال الطراز الإيطالي في ألواحهم الدينية الغليظة يقف نظر السياح.

अज्ञात पृष्ठ