مجراه عموديا في الأراضي البركانية كما خده على الهضبة، يفصل جوامد فيخلطها بتراب صالح للنبات في أثناء جريانه، وهكذا يتألف الغرين من مجموعة منحلة الأجزاء من الفلسبار
20
والميكا
21
والرخام الملون والتراب الكلسي والحديدي متحولة بين عام وعام مختلفة في النيل الأزرق عما في العطبرة، وهذا ما يجعلنا نفترض وجود أنواع كثيرة من الرواسب والمتحولات في قوة النهر.
والإنسان له عمل في تلك الفيضانات أيضا، ومما لا ريب فيه أن ماء قليلا وغرينا ضئيلا كانا ينزلان من الجبل في أزمنة ما قبل التاريخ حينما كان البلد بأجمعه مستورا بالغاب. ومما يرجح أن كان النيل الأزرق لا يصب في النيل الأبيض في الدور الذي كان يستر فيه خليج من البحر المتوسط صحراء مصر، ومما لا مراء فيه أن حرق الإنسان - قديما - سهبا وغابا لينال لقطاعه كلأ غضا، والإنسان - إذن - قد أباد آجاما كما في الوقت الحاضر فجعل الحقل منطقة حرة للأمطار والأنهار التي تأتي بالتراب الصالح للنبات، والآن تنتصب الجلاميد السود الجرد نحو السماء، ومن هذه الجنادل
22
يفصل الهواء والماء ملايين الأجزاء التي يتألف الغرين السنوي السخي منها.
وهكذا جعلت الأحوال الفريدة من الحبشة «سقف أفريقية الشرقية» الذي يبلغ من العلو ما يعد معه السهل المرتفع 1800 متر من الأراضي المنخفضة، وفولكن
23
अज्ञात पृष्ठ