15
ومع ذلك لا يسوغ للأوروبية التي تنزع أهدابها وحاجبيها أن تهزأ بما تزين بها أختها الزنجية من الوشم ومن زرافين
16
الحديد، والحب هنالك أكثر ملاءمة للأخلاق مما عند البيض؛ وذلك لأن الفتاة تختار الرجل؛ لأنه يروقها، لا لأنه غني، واللوري يدعون الفتاة وحدها في خيمة مع الفتى الذي ترغب فيه بعد أن يصبح ثدياها بمقدار جمع كفها، فإذا أضحت الفتاة حاملا حمل الفتى على ابتياعها، والفتاة عند الباري لا تعرف زوجها إلا يوم الزواج، والأم تدخل الكوخ في أثناء مأدبة العرس وتسأل الرجل عن سروره بالمرأة فيبلع ذلك بصراخ ينم على الارتياح.
وحشمة نساء السود أسمى من حشمة نساء البيض اللاتي لا تمنعهن السن من كشف أعناقهن، والفتيات وحدهن هي اللائي يظهرن عاريات على ضفاف النيل الأعلى وعند معظم القبائل، وتلبس المرأة البارية وزرة بعد أن تضع ولدها الأول، وهنالك نسوة أخر يضعن خلفهن ذنبا من خرز أو طاقة من أوراق غضة تغير كل يوم، والعرب يدعون نساء الجور بالمذنبات لوضعهن على سترتهن ذنبا من أهداب الجلد الناعمة، وإذا كانت المرأة عاقرا أمكن طلاقها واسترداد مهرها، ويحق للمرأة في كثير من القبائل أن تترك بعلها عند وجود معايب كبيرة فيه.
وإذ تمثل المرأة رأس مال تتجلى فوائده في عمل يمكن بيع ثمراته فإنها تعدل لدى الزنجي على ضفاف النيل سندا تجاريا عند الأبيض تقريبا، وإذا ما زوج الرجل عشر بنات ولدن من امرأة واحدة نال مائة بقرة يحفظها أولاده الآخرون، ولذا يرحب الباري بالبنت أكثر مما بالابن، والباري يتطيرون
17
من التوائم فيعدونها ذريعة للطلاق.
الفصل السادس عشر
يقطن المراد
अज्ञात पृष्ठ