नील फाराओं और अरबों के युग में
النيل في عهد الفراعنة والعرب
शैलियों
5
والنوبة، ثم يغوص في الرمال ويمر تحت الأرض مكتوما من الجنوب إلى الشمال، ثم يظهر ببلاد النوبة، فإذا بلغ مدينة دنقلة عطف من غربيها إلى المغرب، وانحدر إلى الإقليم الثاني، فيكون على شاطئيه عمائر النوبة، وفيه جزاير لهم متسعة عامرة بالمدن والقرى، ثم يشرق إلى الجنادل وإليها تنتهي مراكب النوبة انحدارا، ومراكب الصعيد الأعلى صعودا، وهناك أحجار لا تمر المراكب عليها إلا في أيام زيادة النيل، ثم يأخذ إلى الشمال فيكون على شرقيه مدينة أسوان من بلاد الصعيد الأعلى، ثم يمر بين جبلين هما مكتنفان لأعمال مصر أحدهما شرقي والآخر غربي، حتى يأتي مدينة مصر، وهي الفسطاط الذي بناه عمرو بن العاص، فيكون على شرقيه، فإذا جاوزها انقسم كما تقدم.» قلت: أي في قوله: فيفترق فرقتين عند قرية على شاطئيه يقال لها شطنوف إلى آخر ما ذكره.
قال صاحب الأقاليم السبعة : «إن النيل يخرج أصله من جبل القمر من عشرة عيون، خمسة تجتمع في بطيحة وخمسة في بطيحة؛ أي مكان منبطح من الأرض، ثم يجتمع بعد ذلك الماءان، وذكر صورة جبل القمر، وأنه مقدس وعلى رأسه شراريف «شرفات عالية».»
حكى ذلك عنه الشيخ العلامة شهاب الدين بن عماد رحمه الله تعالى في جزئه الذي جمعه في النيل، وهو جزء لطيف جدا، وحكى فيه عن المسعودي أنه قال في كتابه «مروج الذهب»: «وأصل النيل ومنبعه من تحت جبل القمر، ومبدأ ظهوره من اثني عشر عينا، وجبل القمر خلف خط الاستواء، يعني الذي يستوي فيه الليل والنهار، وأضيف إلى القمر؛ لأنه يظهر تأثيره فيه عند زيادته ونقصانه، بسبب النور والظلمة والبدو والمحاق.»
قال المسعودي: «فتنصب تلك المياه الخارجة من الاثني عشر عينا إلى بحيرتين هناك.» وهو معنى كلام صاحب الأقاليم في بطيحة.
قال: «ثم يجتمع الماء منها جاريا، فيمر برمال هناك وجبال، ثم يخترق أرض السودان مما يلي بلاد الزنج، فينبع منه خليج ينتهي إلى بحر الزنج.»
6
انتهى ما أردته منه.
وممن قال بأنه ينبع من جبال القمر السرج الكندي، كما نقله عنه ابن عماد في جزئه المذكور، فظهر بذلك أن أكثر المؤرخين على هذا القول، كما أشار إليه صاحب الأصل بقوله فيما تقدم: «ذكر غير واحد من المؤرخين.»
وقال صاحب السكردان: «وفي أصل النيل أقوال للناس، حتى ذهب بعضهم إلى أن مجراه من جبال الثلج، وهو بجبل «ق»، وأنه يخرق البحر الأخضر
अज्ञात पृष्ठ