नील फाराओं और अरबों के युग में
النيل في عهد الفراعنة والعرب
शैलियों
وقد كان التعامل في السابق جاريا عن تبادل العروض التجارية، والمحاصيل بنسبة اصطلاحية، ألفوا قبولها فيما بينهم باعتبار أن الإردب القمح يعادل كذا من الأقمشة، ويعادل كذا من باقي المطعومات وأدوات المباني ونحوها.
فكان الفلاح يدفع للصيارف مقادير من المحاصيل على نسبة زراعته، وصاحب الأغنام يؤدي عددا منها بنسبة عدد أغنامه وهكذا.
وكان بعض الملوك يجعل، علاوة على تقدير الضرائب بأنواعها بالأسلوب السالف ذكره، قيام بعض القرى والمدائن بتموين طوائف من المستخدمين الذين يكلفون بتنفيذ نظامات الري، والمحافظة على الترع والجسور، وتطهير الجداول ومؤاساة الذين يؤسرون في الحروب، بما يحتاجونه من الطعام إلى أن يتوفر لديهم من كسب أيديهم ما يكفي باحتياجاتهم.
والقرى التي كانت لا تستطيع النفقات لأولئك الموظفين كانوا يكلفون أفرادا منها بما يناسب أحوالهم من هذه الأعمال، وجاء في التوراة أن فرعون كان يسخر قبائل بني إسرائيل في هذه الشئون.
وكان عدد المكلفين لتحصيل الخراج كثيرا جدا، والقصد من كثرتهم تسهيل الحصول على ما يمكن في أيدي المزارعين؛ ليسهل على المحصلين توريد ما جمعوه إلى الأماكن الحكومية التابعة لها مناطقهم بأيسر مستطاع، باعتبار أن الكميات التي تجبى يجب عرضها للمعاملات التجارية، حتى لا تزدحم بها المخازن الحكومية، ويترتب على تراكمها تعرض البعض منها إلى التلف، أو أن يؤدي ذلك إلى شبه احتكار في المطعومات ونحوها، فكانت وجهة الملوك في هذا الوقت سعة الرأفة بالطبقات الفقيرة، وأن من صالح هذه الطبقات تسهيل السبيل أمامها في موارد الارتزاق وأوجه الكسب.
وكان عمال الخراج يدعون باللغة المصرية القديمة «ونو»، وفي عهد الدولة الحديثة «سنو»، وبالقبطية «سون»؛ أي جابي خراج المزارعين، وكان تقدير الخراج بعد مقياس النيل، ويتم تحصيله قبل تمام الفيضان؛ إذ كانوا بحلوله يمتنعون عن تحصيل الضرائب، وكانت أعمال الجباية وتحديد مقادير الضرائب غاية في الدقة، ولهذا يلتجئ الجباة إلى استعمال وسائل للإخضاع في دفع ما عليهم، وكان بعض المزارعين يتذمر من الضرائب كلما تجدد ربطها عاما بعد آخر؛ لأنه يظن نفسه مغبونا في التقدير بادئ بدء، وعندما يتأكد أن التقدير جاء طبق ما وصلت إليه التجديدات الفنية بعد مقياس النيل يذعن للأداء، وقد جاء في بعض الأوراق البردية مثل ورقة أنسطاسي وساليير أن بعض محصلي الأموال كانوا إذا أعياهم الأمر لجئوا إلى ضرب الأشخاص بالعصي، أو تغطيسهم في الماء إلى أن يدفع المماطل ما يكون متأخرا عليه.
وكان تحت أيدي هؤلاء الكتبة المكلفين بجبايات الضرائب وتحصيلها مستخدمون كثيرون بألقاب متنوعة، فمنهم من يلقب المكلف بمون الفم، ومنهم من يلقب برؤساء الشون أو المخازن، وفي التوراة ما يؤيد ذلك، لا سيما في قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
وكان للمعبود خراج آخر فوق خراج الحكومة، علاوة على ما كانوا يخصصونه من الغنائم والأسلاب الحربية، وهذا خلاف الهدايا التي كان يقدمها الشعب لخدمة المعابد، وكان الكاهن يلقب عندهم رئيس شون آمون ووكيل خزانته.
وكان الشعب المصري يدفع العشر للمعبود، ومن المؤرخين من كان يظن أن أداء هذا العشر من مخترعات الشعب الإسرائيلي، ولكن اتضح أنه كان موجودا في مصر من الزمن القديم.
وقد اكتشف حديثا شاهد للملك نقتانيبو الثاني، ووجد منقوشا فيه أن الملك بسبب انتصاره على غريمه في جهات الدلتا وهب لوالدته المعبودة نيت رفع عوائد المكوس التي كانت تدخل خزانته من هذه البلاد.
अज्ञात पृष्ठ