नील फाराओं और अरबों के युग में

एंटोन ज़िकरी d. 1369 AH
109

नील फाराओं और अरबों के युग में

النيل في عهد الفراعنة والعرب

शैलियों

قال ابن عفير عن القبط المتقدمين: إذا كان الماء في اثني عشر يوما في مسرى اثنتي عشرة ذراعا فهي سنة ماء، وإلا فالماء ناقص، وإذا تم ست عشرة ذراعا قبل النوروز فالماء يتم، فاعلم ذلك.

وقال أبو الصلت: وأما النيل وينبوعه فهو من وراء خط الاستواء من جبل هناك يعرف بجبل القمر، فإنه يبتدئ بالتزيد في شهر أبيب، والمصريون يقولون: إذا دخل أبيب كان للماء دبيب، وعند ابتدائه في التزيد يتغير جميع كيفياته ويفسد، والسبب في ذلك مروره بنقائع مياه آجنة، فيجتلبها معه إلى غير ذلك مما يحتمله، فإذا بلغ الماء خمس عشرة ذراعا وزادت السادسة عشر أصبعا واحدا كسر الخليج، ولكسره يوم معدود ومقام مشهود ومجتمع غاص يحضره العام والخاص، فإذا كسر فتحت الترع وهي فوهات الخلجان، ففاض الماء وساح وغمر القيعان والبطاح، وانضم الناس إلى أعالي مساكنهم من الضياع والمنازل، وهي على آكام وربى لا ينتهي الماء إليها، ولا يتسلط السيل عليها، فتعود أرض مصر بأسرها عند ذلك بحرا غامر الماء بين جبليها ريثما يبلغ الحد المحدود في مشيئة الله عز وجل له، وأكثر ذلك يحوم حول ثماني عشرة ذراعا، ثم يأخذ عائدا في صبه إلى مجرى النيل ومسربه، فينضب أولا فيما كان من الأرض عاليا ويصير فيما كان منها متطأمنا فيترك كل قرارة كالدرهم، ويغادر كل تلعة كالبرد المسهم.

وقال القاضي أبو الحسن علي بن محمد الماوردي في كتاب الأحكام السلطانية: وأما الذراع السوداء فهي أطول من ذراع الدور بأصبع وثلثي أصبع، وأول من وضعها أمير المؤمنين هارون الرشيد، قدرها بذراع خادم أسود كان على رأسه قائما، وهي التي تتعامل الناس بها في ذراع البز والتجارة والأبنية وقياس نيل مصر، والمقياس عمود رخام أبيض مثمن في موضع ينحصر فيه الماء عند انسيابه إليه، وهذا العمود مفصل على اثنين وعشرين ذراعا كل ذراع مفصل على أربعة وعشرين قسما متساوية، تعرف بالأصابع، ما عدا الاثنتي عشرة ذراعا الأولى فإنها مفصلة على ثمانية وعشرين أصبعا كل ذراع.

رسم عمود المقياس مأخوذ من كتاب عنوانه:

The Nile Gauge at Roda.

وضع قاسم بك.

المقياس بناء على تحقيقات مهندسي العصر الحالي

إن مقياس الروضة هو عبارة عن عمود من الحجر، مقسم إلى أذرع وقراريط، موضوع بوسط بئر مربعة من البناء، طول ضلعها نحو الأربعة أمتار، وهو مقام بالنهاية الجنوبية لجزيرة الروضة تجاه مصر القديمة.

أما بناء هذا المقياس فكان في سنة 861م، كما قرره المستر ولكوكس في كتابه: «الري المصري»، وقد وضع الفرنسيون حين دخولهم لهذه البلاد في سنة 1798، واحتلالهم إياها سنتي 1799 و1800، وخروجهم منها في سنة 1801، تاجا مزخرفا فوق عمود المقياس محفور عليه

La République Française ، «أي الجمهورية الفرنساوية، السنة التاسعة من تأسيس الجمهورية»، ولكن بعد مبارحة الفرنسيين قد أسقط هذا التاج في البئر، ووضع بدله قاويس من خشب القرو الثقيل فوق العمود، ثبت من طرفيه بحائطي البئر، هذا ويظهر من فحص وضع القاويس المذكور بالنسبة لقمة عمود المقياس أن هذا العمود لا بد وأن يكون هبط بمقدار 0,19 في خلال القرن الماضي.

अज्ञात पृष्ठ