निहायत वुसूल
نهاية الوصول إلى علم الأصول - الجزء1
शैलियों
وإذا ثبت خلو بعض المعاني عن الألفاظ، فنقول: المعاني قسمان:
منها: ما تكثر الحاجة إلى التعبير عنه، لكثرة تداولها بين الناس، وغلبة مزاولتهم لها، فيجب وضع الألفاظ بإزائها، لوجود القدرة، والداعي، وانتفاء الصارف.
ومنها: ما لا تكثر الحاجة إلى التعبير عنه، فإنه يجوز خلوها عن الألفاظ، وذلك كأنواع الروائح.
واعلم أن اللفظ المشهور بين الناس الخواص والعوام، لا يجوز وضعه لمعنى خفي لا يعرفه إلا الأذكياء، كما يقوله أبو هاشم وجماعة من مثبتي الأحوال، وأن الحركة ليست عبارة عن التحرك (1) بين الناس، بل هي موضوعة بإزاء معنى يوجب للجسم كونه متحركا.
لأن المعلوم عند الجمهور، ليس إلا كون الجسم متحركا، فأما تلك الحالة التي يجعلونها معنى يوجب المتحركية، فغير معلوم لأكثر العقلاء، فلا يكون اللفظ موضوعا له، بل لا معنى للحركة إلا نفس كون الجسم منتقلا. (2)
وفيه نظر، لأن الواضع إن كان هو الله تعالى، فنسبة المعاني إليه كلها على السواء، فلا يجوز أن يكون بعضها خفيا عنده.
والخفاء عند الناس، لا يمنع الوضع عنه تعالى.
पृष्ठ 163