188

من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم .... مثل النجوم التي يسري بها الساري وقد سئل الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة عليه السلام عن اختلاف أئمة العترة في أشياء من مسائل الفروع، وسأله السائل أن يرجح له في التقليد واحدا من الأئمة، فكان في جوابه: أن الأخلق بلجام التكليف، التزام واحد من الأئمة في رخصه وعزائمه.

ثم قال الإمام ما معناه: إنهم على سواء في الفضل، فإذا كان لا بد من تعيين واحد منهم بالتقليد، فالإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، لبعده عن الإكفار.

قلت: كلام الإمام يحيى في ترجيح مذهب المؤيد بالله عليه السلام لعدم تكفيره المجبرة، فيه نظر من وجوه:

الأول: أن المشهور من مذهب المؤيد بالله تكفير المجبرة في قوله الشهير، رواه الفقيه محمد الديلمي رحمه الله، وروى الأمير صلاح بن أمير المؤمنين عن الأمير الحسين بن محمد قدس الله روحه، وأظنها رواية عن المنصور بالله عليه السلام أيضا، وروى الديلمي رحمه الله تعالى عن السيد أبي عبد الله: إجماع أهل البيت عليهم السلام على تكفير المجبرة، وقال: ما روي عن المؤيد بالله من خلاف ذلك محال عنه.

وقيل: بل روايتان في ذلك، والرواية الصحيحة ما يوافق غيره من الأئمة، وهو قوله الأخير.

النظر الثاني: سلمنا أن المؤيد بالله ذهب إلى أن المجبرة ليسوا كفارا، فهذا ليس بوجه ترجيح ؛ لأن إجماع العترة منعقد على كفرهم، فقد سبق إجماع العترة قول المؤيد بالله قدس الله روحه.

ونرجع إلى ترجيح الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة عليه السلام لمذهب العترة، وأن مخالفة إجماع العترة لا تجوز، فإن قيل إنما رجح الإمام مذهب المؤيد بالله لأن التكفير بالقياس غير صحيح عنده.

पृष्ठ 240