निहायत इजाज
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
प्रकाशक
دار الذخائر
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٩ هـ
प्रकाशक स्थान
القاهرة
[تعبده ﷺ قبل البعثة]:
وكان رسول الله ﷺ يبغض حضور الأصنام مع قومه، ولم يأكل مما ذبح على النّصب، وما عبد غير الله، وما شرب خمرا، وكذلك الأنبياء لم يعبدوا سوى الله قبل أن يوحى إليهم؛ فإنهم معصومون عن الكبائر والصغائر، وعن الكفر قبل البعثة بالاتفاق. واختلف في تعبده ﷺ: هل كان بشريعة من قبله أو لا؟ فقيل:
إنه كان متعبدا بشريعة موسي، وقيل بشريعة عيسي، وقيل بشريعة إبراهيم، وقيل بشريعة نوح ﵈، وقيل إنه لم يكن متعبدا، والمختار أنه كان متعبدا قبل البعث؛ لأنه ثبت أنه كان متعبدا في غار حراء، والتعبد لا يكون إلا بشريعة؛ لأن الحاكم هو الشرع عند أهل الحق، وعلى مذهب المعتزلة (القائلين بحكم العقل) الأمر أظهر؛ إذ العبادة لا تتوقف على هذا التقدير على شريعة.
[رضاعه]:
وأرضعته أمه سبعة أيام، ثم أرضعته ثويبة الأسلمية بلبن ابنها مسروح، وكانت أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وكان أسنّ من النبى ﷺ بأربع سنين علي الصحيح، وقيل بسنتين، فهو عمه من النسب، وأخوه من الرضاع، وأمه بنت عم أمه؛ لأن حمزة أمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وامنة هى بنت وهب بن عبد مناف، وكان عبد المطلب تزوج هالة أم حمزة بعد نحر الإبل فداء لعبد الله قبل عام الفيل بخمس سنين، فلم يكن حمزة داخلا في القرعة، فلا يبعد كون حمزة أسن من النبى ﷺ بأربع سنين وأنه أرضعته ثويبة قبله لجواز أن تكون أرضعت النبي ﷺ في اخر رضاع ابنها، وأرضعت حمزة فى أوله، وأما على القول بأن حمزة رضى الله تعالى عنه أسن من النبى ﷺ بسنتين، فلا إشكال في الرضاع. وكان النبى ﷺ يبعث إلى ثويبة من المدينة بصلة وكسوة. واختلف في إسلامها، وأثبته ابن منده.
وكذلك أرضعته ثويبة مع أبى سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى القرشى المخزومى زوج أم سلمة، أسلم بعد عشرة أنفس، وهاجر مع امرأته أم سلمة إلى أرض الحبشة، وهو أوّل من هاجر إليها وشهد بدرا واستخلفه رسول الله ﷺ على المدينة فى غزوة العشيرة، وتوفى سنة ثلاث من الهجرة، وقال لما احتضر: «اللهم اخلفنى في أهلى بخير»، فخلفه رسول الله ﷺ على زوجه أم سلمة رضى الله
1 / 47