नीत्शे: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
نيتشه: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
علينا أن نضحك وأن نغني،
نحن مباركون بكل شيء،
كل شيء ننظر إليه مبارك.
هذه الأبيات، التي لم يكن ييتس لينظمها لولا قراءته لنيتشه وتأثره به كثيرا، هي أيضا مثال جيد يبين مدى التأثير الذي يمكن أن يتركه نيتشه حتى فيمن لا يملكون سوى فكرة غامضة وغير دقيقة عما يقوله، وذاك أمر يشك المرء في وجوده لدى نيتشه نفسه. كما تحوي هذه الأبيات الكثير مما يبدي نيتشه حماسا شديدا للدفاع عنه، ولا سيما فكرة طرد الندم. ولكنه يتوصل إلى وجهة النظر هذه في كتاباته اللاحقة، ليس عن طريق التكرار الأبدي، وإنما عن طريق التحليلات النفسية المتعمقة لآثار الندم والنظر إلى الماضي بصفة عامة.
ثمة أمر آخر يستحق ذكره باختصار عن التكرار الأبدي؛ لأنه يجعله نوعا من المزاح، على الرغم من أنه لا يعتبر بأية حال من الأحوال من أفضل أفكار نيتشه. وهذا الأمر هو أن التكرار الأبدي محاكاة ساخرة لجميع معتقدات عالم آخر تتسم علاقته بهذا العالم - هذا العالم «الحيواني البراجماتي غير المعقول»، إذا اقتبسنا ييتس مجددا - بالاستعلاء الأكسيولوجي والأنطولوجي. وبدلا من الجنة والنار، أو عالم الصور الأفلاطونية اللامتغيرة، فإنه يوحي بأن هذا العالم أصبح خالدا من خلال التكرار اللاهادف. وبينما تزعم معتقدات من عالم آخر أن هذا العالم يكتسب قيمته فقط من واقع كونه مرتبطا بعالم آخر، يقترح التكرار الأبدي على نحو مستفز أن هذا العالم مجرد من القيمة من خلال عملية مماثلة لتلك التي تتكرر فيها جملة ما إلى أن تصبح مجرد سلسلة جعجعات مزعجة. إذا عدنا إلى كونديرا: ينبع العبء المرتبط بالأحداث من منطلق أنها تحدث أكثر من مرة، في حين أن «المرة تساوي لا شيء» (أو الأفضل من هذا، «جرب أي شيء مرتين»). لكن العبء شيء، والقيمة شيء آخر. يتمكن كونديرا، وهو في هذا الشأن من مريدي نيتشه المخلصين، من عقد جدال ذكي بين الخفة والثقل؛ أي بين المعنى أو القيمة من جانب والجدوى من جانب آخر. هل نقدر، أو هل يجب علينا أن نقدر، أو هل سيكون منطقيا لو سألنا إن كان علينا أن نقدر، شيئا على نحو أكبر بسبب تفرده أم لأنه نموذج يتكرر بحدود تسلسل لا نهائي؟ الإجابة الأقصر هي أن الأمر يعتمد على حالتك المزاجية. وقد كان نيتشه، بمزاجه المتقلب للغاية، ميالا إلى الإجابة بإقرار «كلا الأمرين» وأيضا بنفي «أي منهما».
تدور ثالث تعاليم زرادشت الأساسية حول «إرادة القوة»، التي ترد لأول مرة في فصل بالجزء الأول يحمل عنوان «عن ألف هدف وهدف»، الذي يروي كيف زار زرادشت كثيرا من الشعوب، ووجد أن كلا منها بحاجة إلى تقدير يختلف عن تقدير من يجاوره من الشعوب. ومن ثم، يقول:
علق كل شعب فوق رأسه لوح شريعته، وسطر فيه ما اجتاز من عقبات وما تضمر إرادته من قوة. فما تراءى له صعب المنال فهو موضوع تمجيده والمحمود لديه، وما خيره إلا حاجة ملحة عز مطلبها، فهو يقدس كل وسيلة تمكنه من الظفر بهذه الحاجة.
لاحقا في نفس الفصل، يركز على علاقة القوة بالقيمة: «ما التقدير إلا الإبداع بعينه، فأصغوا إلي أيها المبدعون! ما الكنوز إلا أشياء أرادها تقديركم كنوزا. عبر التقدير فقط تغدو هناك قيمة، ولولا التقدير لما كان الوجود إلا قشورا لا نواة فيها.» ولكن في نهاية الفصل يقول: «لم تعرف البشرية حتى اليوم لها هدفا، ولكن أخبروني أيها الإخوة إذا كانت الإنسانية تفتقر بعد إلى الهدف، أفلا تفتقر أيضا إلى ذاتها؟» سنناقش لاحقا على نحو تفصيلي ارتباط «إرادة القوة» بالقيمة. لكن لم يزل هذا أوضح من الذكر المختصر «لإرادة القوة» في موضع آخر، في فصل بالجزء الثاني بعنوان «الانتصار على الذات»، وفيه يقول زرادشت: «في الواقع، لم يصب الحقيقة ذلك الذي قال ب «إرادة الوجود»؛ فهذه الإرادة لا وجود لها [وهذه ضربة عنيفة إلى شوبنهاور] ... ولا إرادة إلا حيث توجد حياة، ولكن ما أدعو إليه إن هو إلا إرادة القوة، لا إرادة الحياة.»
هذا كل ما يقوله نيتشه بالفعل عن هذا الأمر في «هكذا تحدث زرادشت». ومرة ثانية، نجد - بعبارة أخرى - أن زرادشت نبي محكوم بإبلاغ ما سيكتبه مؤلفه لا بإبلاغ شيء صيغ من قبل ويمكن مناقشته على نحو جاد. ومشكلته أنه يعارض بإصرار وعزم الأنظمة وواضعي الأنظمة، مثلما تبين العديد من الملاحظات. إلا أنه من غير الواضح كيف يمكنه تفادي نظام لو أراد نشر جدول جديد للقيم. وتدفعه هذه المعضلة إلى ارتكاب أسوأ الأمور قاطبة؛ فهو يقدم تلميحات صعبة ممتنعة تجعله مستباحا لتفسيرات عدة ومعرضا لكثير من سوء الفهم. ولكن على الرغم من أن التلميحات توحي بثراء فكري مستتر، فإنها تحرم علينا ونعلم بأننا يجب أن نعارض، إن استطعنا، الأفكار المعبر عنها أمامنا على نحو متقطع يجعلنا لا نعلم حتى ما نعترض عليه. هذا هو التقييم الأشد قسوة ل «هكذا تحدث زرادشت». وثمة تقييمات أخرى أقل قسوة ومبررة يمكن الدفاع عنها. ولكني أفضل الانتقال إلى ما ألفه نيتشه من أعمال بعد «زرادشت»، حيث بلغت قوته عنفوانها، ولم يعد مضطرا إلى أن يتأقلم مع الظهور بمظهر مبجل في عباءته النبوئية.
الفصل السابع
अज्ञात पृष्ठ