निदा हकीकत
نداء الحقيقة: مع ثلاثة نصوص عن الحقيقة لهيدجر
शैलियों
فالماهية في الشطر الأول من العبارة غيرها في الشطر الثاني، إنها في الأول تأتي إجابة على السؤال عما هي، واللغة هنا هي الموضوع الذي نبحث عن ماهيته عن طريق مفهومنا وتصورنا عنه، بحيث نستطيع أن نجيب على من يسألنا «ما هو»، وهذا يعود بنا إلى الأبيات الستة الأولى من قصيدة «الكلمة»، كما يرجع بنا كذلك إلى مجال التصور الميتافيزيقي التقليدي، أما الماهية في الشطر الآخر من العبارة فهي التي ستأتي بالتحول المنتظر؛ لأنها ستنقلنا من ميدان التصور الميتافيزيقي الذي طال حبسكم فيه، إلى مجال الفكر غير الميتافيزيقي الذي نريد أن نهديكم إليه، هذا شيء سيصدكم ويثير دهشتكم، ولكن أين الفكر الحقيقي الذي لا يصدم ولا يدهش؟ إن الماهية الآن ليست الإجابة على سؤال عما هو الموضوع؛ لأننا لسنا بصدد موضوع ولا شيء موضوعي، وإنما تفيد معنى الحفاظ والضمان والعطاء، فاللغة تهمنا، وتتصل بصميم وجودنا وتحركه وتلمس شغافه، واللغة تنتمي بهذا المعنى للماهية التي تحرك وتمنح، ما هو الذي يحرك ويمنح؟ إن أعمال هيدجر الأخيرة، وبخاصة محاضرته عن الشيء،
171
تسميه «الرباع» أي اتجاهات العالم الأربع من أرض وسماء ومن فانين وسماويين في علاقتهم ببعضهم البعض، ما صلة هذا باللغة؟ إن اللغة هي التي تحمل تفاعل هذا الرباع أو هذه الوجهات الأربع أو هذا العالم، وفي هذا التفاعل «يحدث» القرب، والقرب والقول أسلوبا الإظهار، أي أسلوبا «كينونة» اللغة وإحضارها للموجودات من التحجب إلى النور، تلك هي ماهيتها.
لا شك أن المتفرج الذكي قد تذكر الشاعر هلدرين عند سماع كلمات الأرض والسماء والفانين والسماويين، وربما تذكر قصيدته الكبرى «خبز ونبيذ» التي يقول في نهاية المقطوعة الخامسة منها:
هكذا الإنسان، حين تكون الثروة بين يديه،
ويؤثره الرب نفسه بالنعم والهدايا.
لا يفطن إليها ولا يراها.
عليه أولا أن يتحمل ويقاسي،
لكنه الآن يسمى أعز الأحباب إلى نفسه،
ولا بد أن تتفتح الكلمات التي تدل عليه،
अज्ञात पृष्ठ