न्यूटन: एक बहुत छोटा परिचय
نيوتن: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
ومضى نيوتن لادعاء أن البوق الثالث والجامة الثالثة، اللذين توافقا مع صورة رمزية لرياح قادمة من الجنوب، قد جسدا أحداثا تعرض خلالها الكاثوليكيون الأفارقة للذبح على يد الونداليين، الذين كانوا أكثر وحشية بكثير من القوطيين، والذين على الرغم من إتيانهم بأعمال وحشية من آن لآخر، فقد كانوا يديرون روما بأسلوب ورع. وقد علم نيوتن من كتاب «تاريخ الاضطهادات الوندالية» لفيكتور بالفظائع الوحشية التي مارسها الونداليون على الكاثوليكيين الأفارقة المستبدين، الذين جادل نيوتن بأنهم كانوا دمويين بشكل غير مسبوق، وكانوا يغتالون من يرفضون اتباع ممارساتهم الخرافية، وشرعوا في تطبيق «تلك الاضطهادات الدموية التي كانت تمارس في أوروبا، ولا تزال مستمرة في الكنيسة الكاثوليكية حتى يومنا هذا». ودون نيوتن مرارا وتكرارا، وهو في حالة من الانفعال الشديد، أن الونداليين قد ردوا للكاثوليكيين اضطهاداتهم مضاعفة. فقام القائد الوندالي جينسريك بتعذيب الراهبات بألواح الحديد الساخن، مسببا لهن العديد من التشوهات، وأقر نيوتن بأن ذلك كان أمرا «في غاية القسوة». غير أن الكاثوليكيين كانوا فسقة، وكان ما عانى منه الآلاف منهم هو عدالة السماء. وذهب نيوتن إلى أنه من المهم معرفة أن الونداليين قد اضطهدوهم لفسوقهم وليس لديانتهم. «ظهرت» عبادة الصور والسيدة العذراء في نهاية البوق الرابع والجامة الرابعة، وأذن الله بعودة الكنيسة الكاثوليكية الأفريقية لفترة وجيزة، حتى يتسنى اضطهاد رجالها المتشددين الوقحين مرارا ومرارا على يد الونداليين. وفي بداية البوق الخامس والجامة الخامسة، كان هناك «مشهد جديد للأمور». فقد وصف سفر الرؤيا كيف تصاعد الدخان من حفرة اندفع منها بكميات مهولة وباء من الجراد - الجيوش في اللغة النبوئية - لا يعذب أي كائن حي عدا أولئك الذين لا يحملون ختم الرب على جباههم. وكان ذلك هو علامة ظهور الإسلام، الذي يؤرخ من وقت تولي النبي محمد مهمته كنبي في عام 609 بعد الميلاد (وفقا لتأريخ نيوتن). وكان فتح الحفرة هو إشارة لهجرته من مكة إلى المدينة في عام 622، ولكن البوق الخامس والجامة الخامسة استمرا تحديدا من عام 635 إلى عام 936. وأشار التعذيب الممتد إلى حقيقة أن المسلمين قد فرضوا حصارا على القسطنطينية مرارا دون أن يستطيعوا الاستيلاء عليها. وفي موضع آخر، «دخلت» عقيدتا الاستحالة وتطويب القديسين إلى الكاثوليكية، مع وصول الردة إلى ذروتها.
في البوق السادس والجامة السادسة، حرر أحد الملائكة أربعة آخرين كانوا مقيدين في نهر الفرات للإعداد لذبح «القسم الثالث من البشر» بواسطة «فرسان بدروع صدرية لامعة يمتطون خيولا لها رءوس كرءوس الأسود. وأدين من استمروا في عبادة الأشباح، وأوثان الذهب، والفضة، والنحاس، والحجارة، والخشب «التي لا ترى ولا تسمع ولا تمشي»، إلى جانب هؤلاء الذين لم يتوبوا عن الشعوذة، والزنا، والسرقة. وتحكي الجامة السادسة كيف جف الفرات عندما جاءت، من أفواه التنين والوحش والنبي الكذاب، ثلاث أرواح نجسة في هيئة ضفادع، هي أرواح شياطين صانعة للمعجزات تعمل على إعداد الملوك والمسيحيين لمعركة هرمجدون. وقد جسد البوق - في رأي نيوتن والكثير من معاصريه البروتستانت - صعود الإمبراطورية التركية للحكم، إلى جانب الساراسيين (الشرقيين) «الذين يمثلون النكبة الكبرى التي ابتلي بها العالم المسيحي خلال الألف عام المنصرمة». وكان الاستيلاء على القسطنطينية في عام 1453 هو إشارة ذبح القسم الثالث من البشر، فيما لم يكن أحد في حاجة للسؤال عن المقصودين باتهام النبوءة بالعبادة الكاذبة.
كان هذا التحليل المدهش والمبتكر بكل ما في الكلمة من معنى هو الشغل الشاغل لنيوتن في سبعينيات وثمانينيات القرن السابع عشر. فباستخدام أساليب مشابهة لمعاصريه البروتستانت المتشددين، قام بقلب كل من كان يعتبرهم المسيحيون التقليديون بكل طوائفهم وقناعاتهم أبطال وأشرار التاريخ رأسا على عقب. والحق أنه في نفس التوقيت الذي كان يؤلف فيه نيوتن كتاب «المبادئ الرياضية»، كان يعكف على كتابة تحليل مفصل وشامل للطريقة التي استوفى بها الكاثوليك - الذين كان يطلق عليهم «المشعوذون» و«السحرة» - شروط البوق السادس والجامة السادسة. ولم يكن الكثير من الأحداث التي كانت لتسبق البوق الأخير والجامة الأخيرة قد وقعت بعد، وكرر نيوتن التحذير الذي حواه عمله الفلسفي من أنه لم يكن ليغامر بإطلاق تخمينات غير موثوقة بشأن طبيعة أو توقيت الأحداث المستقبلية. ففي الواقع، كان نيوتن ينظر إلى أعماله كتحليل قائم على الملاحظة والأدلة لكيفية تحقق النبوءات على مر التاريخ. وفي بدايات القرن الثامن عشر، زحزح توقيتاته للأحداث المستقبلية العظيمة، معتقدا أنه لا بد من مضي فترة طويلة من الفساد قبل «المجيء الثاني».
هوامش
الفصل السابع
الكتاب المقدس
في أوائل يونيو 1679، توفيت والدة نيوتن إثر حمى أصابتها فيما يبدو، بينما كانت ترعى أخاه غير الشقيق بنجامين. وبعد أن انشغل نيوتن بأمر مرض والدته، وأعمال المزرعة لقرابة ستة أشهر - دون أن نتجاهل الساعات العديدة التي كان يقضيها يوميا في دراسة الموضوعات اللاهوتية - عاد إلى كامبريدج في نهاية نوفمبر. وفي اليوم اللاحق لعودته من وولسثروب، رد على خطاب من روبرت هوك؛ كانت فاعليات الضيافة العلمية المبتكرة قد توقفت تقريبا في اجتماعات الجمعية الملكية، حين التمس هوك - بصفته سكرتيرا لها - من نيوتن أن يرسل أي شيء «فلسفي» قد يخطر له. وفيما شكل أهمية بالغة لتطوير حركة نيوتن المدارية، سأل نيوتن عن رأيه في نظريته الخاصة بتحليل الحركات الكوكبية بواسطة مسار قصوري مقترن بقوة توجه جسما نحو مركز جسم جاذب.
وفي معرض رده، زعم نيوتن أنه لم يكرس قدرا كبيرا من التفكير للفلسفة لسنوات عدة «من منطلق تكريس نفسي لأمور أخرى»، ولكنه قدم «فكرة خيالية» صغيرة تتعلق بالحركة اليومية للأرض. فإذا سقط جسم على الأرض، فإن الدوران النهاري للأرض لن يؤدي إلى سقوط الجسم خلف النقطة التي تقع أسفله مباشرة («على عكس الرأي الشائع لدى العامة») ولكن نظرا لأن حركته من الغرب إلى الشرق تكون أكبر عند الارتفاع الذي أسقط منه من حركته عند المواضع الأقرب للأرض، فإنه يسقط «أمام» موضعه الأصلي (الجانب الشرقي). وإذا أسقط جسم من برج شاهق، فمن الممكن أن يتم إثبات الدوران النهاري بذلك، وعلى أساس الافتراض بأن الأرض لا تبذل أي مقاومة، رسم مخططا يفصل المسار الحلزوني للجسم نحو مركزه.
شكل 7-1: مسار نيوتن المقترح لجسم ساقط رأسيا من أعلى سطح الأرض. ويفترض بمسار الجسم أن يستمر إلى داخل سطح الأرض، إذ إن الأرض تدور حول نقطة المركز
C
अज्ञात पृष्ठ