هي :
بالتأكيد مومس، ماذا تفعل؟ آه، نسيت، قلت إنك كاتب، وقطعا تعمل في مؤسسة، أو تعيش في مجتمع يعولك ويدفع لك أجرك. هل تقول الحقيقة، كل ما تعتقد أنه الحقيقة لهذا المجتمع، أم تقول أشياء وتخفي أشياء؟ أليس هذا مومسة؟ المحامي الذي يترافع عن إنسان يعلم تماما أنه سارق أو قاتل لينال أجره وأتعابه، ماذا تسمي هذا؟ السياسي الذي يعرف أنه يبيع بلده أو يغمض عينا عن مصالحها، ماذا تسميه؟ القاضي التاجر، الزوجة التي لا تطيق رؤية زوجها وتتأوه حبا حين يلمسها، الابن الذي يكره أباه ويحييه كل صباح: هاللو، دادي! ماذا تسمي هذا كله؟ ماذا تسمي ما يقوم به العلماء الذين يخترعون قنابل الفناء، والسياسيون الذين يخوضون الحروب، والمثقفون والكتاب الذين يعرفون الحقيقة ويخافون الجهر بها؟ أليس كل هذا مومسة؟ كلكم، كلهن، بغايا، وبأجر فاحش مدفوع، ولكني أنا الوحيدة المصلوبة بينكم، أنا الوحيدة التي بخطيئة، وأنتم فقط قذاف الأحجار.
هو :
كل هذا كذب على النفس، هذا صحيح، ولكن بيع الجسد شيء آخر.
هي :
إنه أخف أنواعها، فما دمنا كلنا مومسين ومومسات، فأحسننا هو أقلنا ضررا، وأنا على الأقل لا أضر إلا نفسي، إذا سميت ما أفعله بنفسي ضررا. أما المومس الذي يخدع الملايين، ويفتك بقيم الملايين، ويسرق الملايين، ويقتل الملايين. (فترة صمت ... ثم تبدأ ببطء وصوت منخفض يظل يعلو.)
هي :
لقد أضعت ليلتي في نقاش لا جدوى منه، فأنا لا يغير حياتي نقاش رجل ألقاه ذات ليلة أو ذات صدفة. أنا قررت حياتي، وأنا للأسف أضعت الليلة معك.
هو :
ربما ضاعت الليلة، ولكن من يدري، ربما أنقذنا بها عمرا.
अज्ञात पृष्ठ