حلَّ البعد محل القرب، وهكذا تتحول الأحوال بين ضيق وسعة.
اعلمْ بأن الضَّيفَ يُخبرُ أهلَه ... بمبيتِ ليْلَتِهِ وإن لمْ يُسْألِ
أكرم ضيفك فإن الضيف يخبر أهله بما لقي في سفره، وإن لم يسألوه.
اعمَلْ بعِلمي وإِن قصَّرتُ في عمَلي ... ينفعْكَ عِلمي ولا يضرُرْك تَقصيري
اعمل بما علمتك، ولا تنظر إلى ما أعمله، فعلمي ينفعك، وتقصيري في عملي لا يضرك.
أغَمِّضُ للصديقِ عن المساوي ... مخافةَ أنْ أعيشَ بلا صديقِ
طالما أغضيت عن عيوب الصديق خشية أن أفقده فأعيش بلا صديق.
أفادتني الأيامُ والدهرُ أنَّهُ ... وِدادي لمَنْ لا يحفَظْ الودَّ مُفسِدي
علمتني الأيام أن إخلاصي لمن لا يخلص لي، يضر بي.
أفادتني القناعةُ كُلَّ عِزٍ ... وأيُّ غِنىً أعزُّ من القناعة؟
القناعة عز وغنى ليس لهما مثيل.
أفسدتَ بالمَنِّ ما أوليْتَ من مِننٍ ... ليسَ الكريمُ إذا أعطِى بمنَّانِ
أعطيت ثم مننت فأفسدت عطاءك بمنك، والكريم لا يمُنّ بما أعطى.
أفعالُ مَن تلدُ الكرامُ كريمةٌ ... وفِعالُ من تلدُ الأعاجِم أعجَمُ
فعل الكريم كريم وفعل اللئيم لئيم.
أقبِل على النفسِ واستكمِلْ فضائلَها ... فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسانُ
كن فاضلًا كامل المروءة، فالإنسان إنسان بنفسه لا بجسده.
اقبَلْ من الدهرِ ما أتاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عَيْنًا بعيْشِه نفَعَهْ
اقنع بما أعطاك الدهر، والقانع سعيد.
اقنعْ مِنْ الرزق بما أوتيتَهُ ... ولا تَكَلَّفْ منهُ ما كُفيتَهُ
اقنع برزقك، ولا تتكلف فوق ما يكفيك منه.
أصونُ عرضي بمالي لا أُدنِّسهُ ... لا باركَ اللهُ بعدَ العرضِ بالمالِ
إنني أصون شرفي بمالي، ولا بارك الله بالمال إذا ذهب الشرف.
أكْثِرْ مِنَ الصديقِ ... لكلِّ يومِ ضيقِ
أكثر من أصدقائك فهم ينفعونك في الشدائد.
ألا إنَّما مالي الذي أنا منفقٌ ... وليسَ لي المالُ الذي أنا تارِكُهْ
مالي هو ما أنفقته على نفسي في حياتي لا ما تركته للورثة بعد موتي.
ألا رُبَّ نُصحٍ يغلقُ البابُ دونه ... وغِشٍّ إلى جنْبِ السريرِ مُقرَّب
رب نصوح يُبْعد ورب غشاش يقرب.
الاقتصادُ من الأمورِ مَمْلكه ... والخُرقُ لا يُعقِبُ إلا الهلَكَهْ
الاقتصاد ملك والسرف خرق وهلك.
البغيُ يَصْرَعُ أهلَهُ ... والظُّلم مرتَعُهُ وَخيمُ
الظالم يصرعه ظلمه.
الحرُّ يُلْحى والعصا للعَبدِ ... وليس للمُلْحِفِ مثلُ الرَّدِّ
يكفي الحر أن تلومه ليرتدع، والعبد لا تصلحه إلا العصا، والملحف الملح لا يكفه إلا الرد والصد.
الخيرُ أبقى وإن طال الزَّمانُ به ... والشرُّ أخبثُ ما أوعيْتَ من زادِ
الخير يبقى، ويبقى جزاؤه وإن بعد، والشر أشد زادك خبثًا.
الدهرُ يفترسُ الرجالَ فلا تكُن ... ممَّن تُطيِّشُه المناصبُ والرّتَبْ
لا تغرنك المناصب فالدهر يفترس الناس.
الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشُّجعانِ ... هو أوَّلٌ وهيَ المحلُّ الثاني
الرأي قبل الشجاعة.
الرزقُ يبغي كلَّ مَن يبغيهِ ... وكُلُّ ذي رزقٍ سيَسْتَوفيهِ
الرزق يطلبك وإن لم تطلبه، ولا بد لكل إنسان أن يستوفي رزقه كله.
الرّفقُ يُمنٌ والأناة سعادةٌ ... فتأنَّ في أمْرٍ تُلاقِ نَجاحًا
الرفق في الأمور خير من العنف، والأناة خير من العجلة، فتأن تنجح.
السيدُ البَرُّ لا يستجيزُ أذىً ... ولا يبوحُ بِسرّ عندَه كُتِما
الفاضل لا يجيز لنفسه أذى الناس ولا يبوح بأسرارهم إذا ائتمنوه عليها.
السيفُ أصدقُ إنباءً من الكتبِ ... في حدِّهِ الحَدُّ بين الجدِّ واللَّعبِ
في السيف النبأ اليقين لا في الكتب، وفي حد السيف الحد بين الجد واللعب.
الشرُّ طبع ودنيا المرءِ قائدَةٌ ... إلى دناياهُ والأهواءُ أهْوالٌ
الشر طبع في الشرير، والدنيا تقود المرء إلى الدنايا، والأهواء أهوال.
الشرُّ قَدْ تبدؤهُ صِغارهُ ... والمَرْءُ قَدْ يُسْلِمهُ حِذارهُ
صغير الشر يقود إلى كبيره، وقد يؤتى المرء من مواطن حذره.
1 / 6