مَنْ فاتَه وُدّ أخٍ صادقٍ ... فذلكَ المغبونُ حَقّ اليقينْ
من لم يكن له أخ صادق فهو خاسر حقًا
من قاسَ ما لم يَرَه بما رأى ... أراه ما يدنو إليه ما نأى
من قاس ما لا يراه من الأمور بما رآه منها رأى البعيد قريبًا، وحكم على المستقبل بالماضي.
من قنعَ استغنى ولاقى حظا ... ولم يخف لائمةً ووعظا
من قنع استغنى عن الناس ولم يلمه أحد.
من كان فوق محلّ الشمس موضعه ... فليس يرفعه شيءٌ ولا يضعُ
من كان شريفًا، مثل الشمس، لم يرفعه أحد ولم يخفضه أحد.
من كانَ للخيرِ منّاعًا فليسَ له ... على الحقيقةِ إخوانٌ وخلاّنُ
من منع خيره لم يجد صديقا.
من كان للعقل سلطانٌ عليه غدا ... وما على نفسه للحرصِ سلطانُ
من حكم عقله لم تسيطر عليه نفسه ولاحرصها.
من كانَ مرعى عزمه وهمومه ... روضَ الأماني لم يزلْ مهزولا
من رعى الأماني الكاذبة عاش هزيلا
من لاحَ في عارضه القتيرُ ... فقدْ أتاهُ بالبلى نذيرُ
من لاح الشيب في عذاره كان نذيرًا له بفنائه.
منْ لسعته حيّة مرةً ... تراهُ مذعورًا مِنَ الحَبْلِ
من لدغته الحية خاف من الحبل.
منْ لك بالمحضِ وليس محضُ ... يخبُثُ بعضٌ ويطيبُ بعضُ
أين الإنسان المبرأ من كل عيب؟ إنه لا وجود له، فالإنسان خبيث حينا وطيب حينا.
منْ لكَ يومًا بأخيكَ كُلّهِ ... من لم تجدْهُ هكذا فخَلّهِ
هل تستطيع أن تملك أخاك كله؟ إذا استطعت فتمسّكْ به وإن لم تستطع فاتركه.
منْ لم تُفُدْهُ عِبرًا أيامُهُ ... كانَ العمى أولى بهِ من الهُدى
من لم يعتبر بحوادث الزمان كان أعمى.
من لمْ يعظْهُ الدهرُ لم ينفَعْهُ ما ... راحَ به الواعظُ يومًا وغدا
من لم يعظه الدهر لم يعظه الناس.
من لمْ يقفْ عند انتهاء حدّهِ ... تقاصرتْ عنه فسيحاتُ الخطا
من لم يقف عند حده ضاقت به خطاه
من لم يكن عقله يؤدّ بُهُ ... لم يُغنه واعظٌ من الأدبِ
من لم يؤد به عقله لم يؤد به الناس.
من لم يواسِ الناسَ من فضلِه ... عَرضَ للإدبار إقبالهُ
من لم يعن الناس بفضله وماله أدبر حظه منهم بعد الاقبال.
مَنْ لم يؤدبُهُ والداه ... أدّبهُ الليلُ والنهارُ
من لم يؤدبه أبوه وأمه أدبه الدهر بأيامه ولياليه.
من ماتَ فاتَ وفي المقابر يستوي ... تحتَ الترابِ شريفه ووضيعُه
من مات فات، والناس يتساوون في المقابر سواء أكانوا شرفاء أم وضعاء، أغنياء أم فقراء.
من ناطَ بالعُجْبِ عرى أخلاقه ... نيطتْ عُرى المقتِ إلى تلك العُرى
من عجب بأخلاقه مقته الناس
من يحتفرْ حفرةً يومًا سينز لها ... فإن حفرتَ فوَسّع حين تحتفرُ
من حفر حفرة وقع فيها.
مَن يُخبّركَ بشتمٍ عن أخٍ ... فهو الشاتمُ لا مَنْ شتمكْ
شتمك من بلغك الشتيمة.
من بَرّ يومًا بُرّ بهِ ... والدّهر لا يُغترّ به
من بر الناس بره الناس، فلا تغتر بالدهر.
من يزرع الشرّ يحصد في عواقبه ... ندامةً ولحصد الزّرع إبانُ
من يزرع الشر يحصد الندامة، ولكل زرع حصاد.
من يزرع المعروف يحصد ما رضي ... لكل شيء غاية ستنقضي
من يزرع المعروف يحصد المعروف، ولكل شيء نهاية.
من يستعن بالرفقِ في أمرِه ... يستَخْرِجِ الحيةَ من وَكْرِها
من ترفق في أموره استطاع أن يخرج الحية من وكرها بالحيلة والدهاء.
من يَعرفِ الشمسَ لا ينكِرْ مطالعها ... أو يجهل الخيل لا يستكرم الرّمكا
من يعرف الشمس لا ينكر جمالها عندما تشرق، ومن طلب الخيل الكريمة بحث لها عن أب كريم وأم كريمة.
من يكشف الناسَ لا يجدْ أحدا ... تصحّ منهُ له سرائرهُ
من عرف الناس لم يجد فيهم من هو صافي الضمير.
من يلدغِ الناسَ يجدْ منْ يلدّغهْ ... لا يعدمُ الباطلُ حقًا يدْمَغُهْ
من أساء إلى الناس أساء إليه الناس، ولا بد للحق أن يدفع الباطل وأن ينتصر عليه.
من يَهُنْ يسهلِ الهَوانُ عليهِ ... ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ
من كان ذليلًا سهل عليه الذل، فهو مثل الميت لا تؤلمه الجراح.
حرف النون
1 / 34