جراحاتُ السّنانِ لها التئامُ ... ولا يُلْتامُ ما جَرَحَ اللسانُ
جراح السنان تلتئم، وجراح اللسان لا تلتئم.
جَربتُ دَهري وأهليه فما تركَتْ ... لي التجاربُ في ودِّ امرئٍ غرَضا
أصبحت لا أحرص على ود بعد أن جربت الناس، وعرفتهم.
جروحُ الليالي ما لَهُنَّ طبيبُ ... وعيشُ الفتَى بالفقرِ ليسَ يَطيبُ
لا تُداوى جروح الزمان، ولا يطيبُ عيشُ الفقير.
جَزينا بني شيبانَ أمسِ بِقرْضِهِمْ ... وعُدنا بمثلِ البَدء والعَوْد أحمدُ
جزينا بني شيبان بما فعلوا، وإن عادوا عدنا.
جزى اللهُ الشدائدَ كُلَّ خيرٍ ... عرفتُ بها عَدُوّي مِنْ صديقي
لقد عرفني ما حلّ بي من أزمات عدوي وصديقي، فجزاها الله خيرًا.
جمالُ أخي النُّهى كرَمٌ وخيرٌ ... وليس جمالَه عَرْضٌ وطولُ
جمال العاقل كرمه وخيره، وليس جماله في طوله وعرضه.
جمالُ الوجهِ معْ خُبثِ النفوسِ ... كقنديلٍ على قبرٍ المجوسي
إذا كان الوجه جميلًا وكانت النفس خبيثة، كانا مثل مصباح على قبر كافر.
جمعتَ مالًا ففَكِّر هل جمعتَ له ... يا جامعَ المالِ أيامًا تُفَرِّقُهُ
لقد جمعت أموالًا طائلة فهل تضمن نفسك حياة طويلة تنفق أموالك فيها.
جنى ابنُ عمِّكَ ذنبًا فابتُليتَ به ... إِن الفتى بابن عَمِّ السوءِ مأخوذُ
جنى غيرك جناية فحلت عقوبتها بك، وربما أخذ المرء بجناية غيره.
جنى ثمارَ مساعٍ كانَ غارِسَها ... وصاحبُ الغرسِ أولى الناسِ بالثَّمرهْ
هذا الرجل سعى وغرس أشجارًا ثم تمتع بأثمار ما غرس، وكل إنسان أحق باقتطاف ثمرة مساعيه.
جَهدُ البلاءِ صحبةُ الأضدادِ ... فإنَّها كَيٌّ على الفُؤادِ
ما أصعب صحبة من لا يشبهك، لكأنها النار تكوي القلب.
جَهلَ الديانةَ مَن إذا عرَضتْ لهُ ... أطماعُهُ لم يُلْفَ بالمتماسِكِ
من أطاع شهواته عندما تتيسر له ليس بتقي.
جهلًا عليَّ وجبنًا من عدُوِّهِم ... لبئستِ الخُلّتان: الجهلُ والجبُنُ
أنتم تجهلون علي وأنا الصديق، وتجبنون عن الأعداء، وبئست الخلتان الجبن والجهل.
جوابُ سوءِ المنطقِ السّكوتُ ... قد أفلحَ المُتَّئِدُ الصّموتُ
جواب الفحش السكوت.
جودُ الفتى يكفيكَ تسآلَه ... والعُدْمُ خيرٌ من سؤالِ البَخيلْ
إذا كان أخوك كريمًا لم تحتج إلى سؤاله، وإذا كان بخيلًا فلا تسأله، فالفقر خير لك من سؤال من لا يعطي.
حرف الحاء
حبُّ السلامةِ يَثني عزمَ صاحبهِ ... عنِ المعالي ويُغْري المرءَ بالكسَلِ
إذا كان المرء يحرص على السلامة لم يطلب المجد ورضي بالكسل.
حبٌّ هذا الحطامِ قد حطمَ النا ... سَ قديمًا من عَهدِ نوحٍ وآدمْ
حب حطام الدنيا حطم الناس منذ القديم.
حتى الكلابُ إذا رأتْ ذا نعمةٍ ... خَضَعَتْ إليه وحرَّكَتْ أذنابَها
الناس يحبون الأغنياء، بل إن الكلاب إذا رأت غنيًا بصبصت بأذنابها.
حتى رجعتُ وأقلامي قوائلُ لي ... المجدُ للسيفِ ليسَ المجدُ للقلمِ
عرفت أن المجد يكتب بالسيف لا بالقلم.
حتى متى يَلعبُ ليتَ شِعري ... سال به السَّيلُ وليسَ يَدْري
حتى متى يلعب هذا الإنسان الغافل وقد جاء السيل وهولاه عنه.
حذَّرتُك الكِبرَ لا يعْلقْكَ ميسَمُه ... فَإِنهُ مَلْبسٌ نازعْتَه اللهَ
الكبر رداء الله فلا تنازعه إياه!
حرِيٌّ بالعلا مَنْ يصطَفيها ... ويقتحمُ الخُطوبَ السّودَ فيها
من طلب المجد واقتحم الخطوب السود في سبيله كان جديرًا به.
حسبُ الفتى أن يكون ذا حسَبٍ ... مِنْ نفسِه ليسَ حسْبَهُ حسَبُهُ
حسب المرء بنفسه لا بآبائه.
حسْبُ الفتى عقلُه خِلًا يعاشرُه ... إذا تحاماه إخوان وَخِلاَّنُ
إذا جفاك إخوانك فحسبك عقلك من جليس.
حسبُ الكذوبِ من البليّ ... ةِ بعضُ ما يُحْكى عليهِ
يكفي الكذاب بلاء ما يتحدث به الناس عنه.
حسبُ الكريمِ مذلةً ونقيصةً ... أن لا يزالُ إلى لئيمٍ يرْغَبُ
حسب الكريم ذلًا حاجته إلى اللئيم.
حسْبي بعلمِي إنْ نفعْ ... ما الذلُّ إلا في الطَمَعْ
1 / 13