فاتحة:
(في ذكر امتنان الله تعالى بنبيه (صلى الله عليه وسلم) على الأمة وكشف الآصار التي كانت من قبلنا عنا بسببه وإزاحة الغمة وذكر نسبه وأسمائه وما شرفه الله به من بين أنبيائه (عليهم السلام)) قال الله تعالى: لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (1).
وقال تعالى: هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (2).
وقال تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (3).
قال محمد بن كعب القرظي (4): إن الله ما بعث نبيا إلا أمره أن يعرض على أمته هذه الآية: لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله (5) فكان إذا عرضها عليهم قالوا: لا نستطيع أن يؤاخذنا الله بما توسوس به نفوسنا، فلما بعث الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) أنزلها عليه فآمن بها وعرضها على أصحابه فقالوا: كلفنا من العمل ما
पृष्ठ 17