103

नज़्म दुर्र

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

प्रकाशक

دار الكتاب الإسلامي

प्रकाशक स्थान

القاهرة

﴿ما حوله﴾ وأراد أن ينتفع بها في إبصار ما يريد، وهو كناية عما حصل لهم من الأمنة بما قالوه من كلمة الإسلام من غير اعتقاد ﴿ذهب الله﴾ الذي له كمال العلم والقدرة، وجمع الضمير نظرًا إلى المعنى لئلا يتوهم أن بعضهم انتفع دون بعض بعد أن أفراد تقليلًا للنور وإن كان قويًا في أوله لانطفائه في آخر فقال: ﴿بنورهم﴾ أي الذي نشأ من تلك النار بإطفائه لها ولا نور لهم سواه؛ ولم يقل: بضوئهم، لئلا يتوهم أن المذهوب به الزيادة فقط، لأن الضوء أعظم من مطلق النور ﴿هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورًا﴾ [يونس: ٥] فذهب نورهم وبقيت نارهم ليجتمع عليهم حرّها مع حر الفقد لما ينفعهم من النور، وعبر بالإضاءة أولًا إشارة إلى قوة أولهم وانمحاق آخرهم، لأن محط حالهم الباطل والباطل له صولة ثم تضمحل عند من ثبت لها ليتبين الصادق من الكاذب، وعبر بالذهاب به دون إذهابه ليدل نصًا على أنه سبحانه ليس معهم وحقق ذلك بالتعبير عن صيّر بترك فقال: ﴿وتركهم في ظلمات﴾

1 / 119