أتتك عويصات الْمعَانِي فَكُن بهَا ... فييما بلطف فِي التدبر والفكر
وَإِن كَانَ عيبٌ فلتكن ذَا مروءةٍ ... وعجمتي العجماء مُوضحَة الْعذر
وَأول منظومته الشافية:
بِحَمْد اله الْخلق ذِي الطول وَالْبر ... بدأت بنظم طيه عبق النشر
وثنيت حمدي بِالصَّلَاةِ لِأَحْمَد ... أبي الْقَاسِم الْمَحْمُود فِي كربَة الْحَشْر
صَلَاة تعم الْآل والشيع الَّتِي ... حموا وَجهه يَوْم الكريهة بالنصر
٢٣ - الْملك الْمُؤَيد، أَحْمد بن اينال العلائي
أَحْمد بن إينال العلائي، الْملك الْمُؤَيد أَبُو الْفَتْح بن الْملك الْأَشْرَف. ولد بعد ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وترقى فِي سلطنة أَبِيه إِلَى أَن صَار أَمِيرا كَبِيرا. ثمَّ ولي السلطنة فِي مرض أَبِيه وَذَلِكَ يَوْم أَربع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ. ثمَّ خلع مِنْهَا فِي سَابِع عشر رَمَضَان من السّنة، وَنقل إِلَى الأسكندرية، واشتغل بِالْعلمِ مُدَّة أقامته بهَا. وَكَانَت أَيَّام سلطنته فِي غَايَة الْحسن بِحَيْثُ كَانَ الخطباء إِذا دعوا لَهُ يَوْم الْجُمُعَة على الْمِنْبَر يرتج الْجَامِع من دُعَاء الْحَاضِرين لَهُ. وَكنت أسمع الْعَامَّة يَقُولُونَ فِي الطَّرِيق مَاتَت خلائق بحسرة رُؤْيَة هَذِه الْأَيَّام. وَكَانَ العارفون يَقُولُونَ هَذِه تنفيسة. مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة. قَالَ الشهَاب الْحِجَازِي يهنيه لما ولي السلطنة ويعزيه بِأَبِيهِ:
يهنا الْملك من بعد العزاء ... فيبسم ضَاحِكا عقب الْبكاء
وَنحن فقد فَقدنَا ضوء شمسٍ ... وعوضنا بِمَا راق الْمرَائِي
1 / 40